أطفال سلمية وريفها في “الصيف ضيعت اللبن”
البعث- نزار جمول
دأبت النوادي الخاصة في سلمية على وضع برامجها للنشاطات والدورات الصيفية من رياضة وموسيقا ورسم، وكل ما تستطيع أن تقدم من ترفيه للأطفال الذين يسجلون لديها، ولا تخفى على أحد الفائدة التي سيحصل عليها الأطفال الذين سيسجلون في تلك النوادي، لأن وجودهم فيها سيقوّي مهاراتهم، ويصقل مواهبهم، وسيستثمر وقتهم في ممارسة رياضات يحبونها، وعلى رأسها السباحة، لكن هذه الدورات بأسعارها العالية جداً والخيالية أحياناً لن تسمح للكثير من أطفال المدينة بالالتحاق والتمتع بها بسبب الضائقة المالية الكبيرة وضيق العيش في ظل عدم وجود منتديات عامة وشبه مجانية، هذا الأمر الموجود في المدينة، فكيف به في قرى ريفها المحرومة بالأصل من هذه النوادي، وقلة قليلة من أطفالها تستطيع التسجيل في نوادي المدينة .
ولأن الوقت في الصيف يذهب هدراً لمعظم الأطفال في سلمية وريفها، يتساءل ذووهم: لماذا لا تُستغل المدارس في مدينة سلمية وكل قرية من قراها، وتُفتتح فيها دورات تعليمية وترفيهية بالتعاون مع مديرية التربية، وكل الجهات الأخرى الحكومية منها والأهلية، وما أكثرها في هذه الآونة؟!.
وتمنى الأهالي من هذه الجهات العمل على إقامة هذه الدورات حتى لو كانت متواضعة بتفاصيلها، ومحدودة بخدماتها، والتي ستكون ضرورية خاصة لأبناء الريف الذين لن يتكبدوا عناء التنقل، عدا عن التكاليف المالية التي ستضاف لذويهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
في ظل كل ذلك، لابد أن نؤكد بأن الأوقات خلال النهار الطويل في هذا الصيف يجب ألا تضيع، فالكثير من الأطفال يملكون مواهب تستحق الاعتناء بها في العطلة الصيفية، في وقت كثرت الأشياء التي تبعدهم عن تنميتها، فهي تضيع وتختفي بين اللعب في الشوارع وألعاب الأنترنت التي تبعد هذا الجيل عن الفائدة واستثمار الوقت بما ينمي مهاراته، فلابد من أن نهيب بكل الجهات المختصة، وعلى رأسها مديرية التربية، والجمعيات الأهلية المجتمعية لإقامة الدورات شبه المجانية، سواء كانت تعليمية أو ترفيهية، وإن لم يتم ذلك فسيبقى الكثير من أطفال مدينة سلمية وريفها في تفاصيل المثل القائل: “الصيف ضيعت اللبن”، فهل ستبادر هذه الجهات بإقامة الدورات والمنتديات من أجل استثمار طاقات الأطفال بالشكل الأمثل والأفضل؟!..