اجتماع حكومي أممي لبحث أزمة مياه الشرب في الحسكة
الحسكة- إسماعيل مطر:
تركّز لقاء محافظ الحسكة غسان خليل مع كريستوف مارتن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية سبل تعزيز التعاون في مجال تأمين مياه الشرب للمواطنين، في ظل استمرار المحتل التركي بجريمة قطع المياه عن أهالي المدينة والريف الغربي عبر إيقاف تشغيل محطة مياه علوك.
وأشار المحافظ إلى أن هناك حالة من الاستياء الشعبي للدور الضعيف والخجول لما تقوم به المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، وبين أن هناك قرابة مليون مواطن في الحسكة يموتون عطشاً نتيجة غطرسة النظام التركي ومرتزقته، وتعمده خنق المواطنين وحرمانهم من مياه الشرب، وأكد أن الجهود التي تبذل غير كافية لتأمين مياه الشرب، ولاسيما في ارتفاع درجات الحرارة وانتشار وباء كوفيد 19، حيث يتمّ حالياً تعبئة خزانات مياه الشرب للمواطنين مباشرة، إضافة إلى تعبئة خزانات المياه المنتشرة في الشوارع داعيا إلى ضرورة زيادة هذا التعاون عبر زيادة عدد الصهاريج الناقلة للمياه، وتأمين خزانات إضافية لتوزيعها في الأحياء والمناطق التي لا يوجد بها خزانات.
وبين المحافظ أن جميع الجهود المبذولة لتوفير المياه للمواطنين في مدينة الحسكة تبقى حلولاً إسعافية لا تلبي حاجة أكثر من مليون مواطن من المياه، داعياً الهيئات الأممية والمنظمات الدولية، ومنها الصليب الأحمر، للضغط على المحتل التركي لتحييد محطة علوك عن الصراع، وإعادة إدارتها من قبل المؤسسة العامة للمياه بهدف تأمين مياه الشرب للمواطنين، كونها مصدر المياه الوحيد في المحافظة، وأكد أنه في حال عدم التدخل والضغط على المحتل التركي فلا فائدة من عمل المنظمات في المحافظة لأن الصمت وعدم التدخل في هذا المجال سيكون مشاركة بجريمة موصوفة وفق المواثيق والأعراف الدولية، ودعا اللجنة الدولية للتعاون في كشف مصير المواطنين المختطفين والموقوفين في معتقلات مليشيا “قسد”، المرتهنة للاحتلال الأمريكي، والذين لا يعرف أسباب توقيفهم ولا ظروف التوقيف ولا من يقوم بمحاكمتهم وما هو مستوى من يحاكمهم.
وأشار المحافظ إلى أن غالبية المشافي الحكومية، ومنها المشفى الوطني ومشفى الأطفال والمراكز الصحية والمستوصفات المنتشرة في المحافظة، والتي كانت تقدم للأهالي الخدمات الطبية مجاناً، قامت ميليشيا قسد بالاستيلاء عليها وتحويلها إلى نقاط عسكرية ومستودعات وحرمت المواطنين من خدماتها ما شكل عبئاً كبيراً على القطاع الصحي في المحافظة.
من جهته أشار رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن الهدف من الزيارة هو الوقوف على واقع معاناة الأهالي نتيجة قطع مياه الشرب عنهم،
ووعد مارتن، بإيصال رسالة الجهات الحكومية إلى أعلى المستويات في المنظمة، مع بحث إمكانية زيادة عدد الصهاريج لتوفير المياه للأهالي، ودراسة إمكانية تزويد الخزانات بالمياه، موضحاً أنه سيتم العمل على تأمين 50 خزان مياه إضافي، إضافة للعمل على زيارة الأشخاص المحتجزين في سجون مليشيا “قسد” ومعرفة ظروف اعتقالهم.
الجدير بالذكر بأنه تمت المطالبة خلال الاجتماع بإطلاق سراج كل من الصحفيين محمد الصغير مراسل الإخبارية السورية وخالد الحسن مراسل قناة المنار ووكالة الأخبار السورية، حيث تم اعتقالهم منذ عامين في مدينة القامشلي، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وتعاني المدينة وأريافها من أزمة خانقة في توفير مياه الشرب والاستهلال، بعد توقف المصدر المائي الوحيد في محطة مياه علوك عن العمل للأسبوع الثاني على التوالي، مع انقطاع المياه عن غالبية أحياء وأرياف المدينة للشهر الثاني على التوالي، نتيجة انخفاض الوارد المائي من المحطة لأدنى مستوى.
وتعتمد مدينة الحسكة وأريافها، على الوارد المائي من محطة علوك، عبر 32 بئراً و12 مضخة وبخط يمتد على 70 كم.