اللقاءات الخدمية.. مطالب مكررة ووعود كثيرة وحلول قاصرة!
مروان حويجة
لم يرفع أبناء اللاذقية سقف مطالبهم في اجتماع الفريق الحكومي خلال زيارته إلى محافظة اللاذقية مع فعاليات المحافظة، ليس لأنّه لا جديد في جعبتهم من المطالب التي تحتاجها اللاذقية، وإنما السبب – على الأغلب – أن المطالب التي طرحها وطالب بها المواطنون نسخة مكررة تماماً عن مطالبهم التي أودعوها في عهدة حكومات متعاقبة على مدى سنوات طويلة، ومنها ما يعود إلى أكثر من عشرين عاماً كقضية الاستملاك السياحي الجائر للشريط الساحلي وضرورة رفع إشارة الاستملاك أو معالجة القضية المعلّقة. وأيضاً، لم تحمل المطالب جديداً، إضافةً إلى عدم حلّها ولوجزئياً، لأن القضايا المعيشية والاحتياجات الضرورية للحياة اليومية ألقت بظلالها على أجواء الاجتماع ونقاشاته والاستغراق في عرض المعاناة الناجمة عن آليات وإجراءات توزيع الخبز والمواد التموينية والمشتقات النفطية ونقص مياه الشرب والتقنين الكهربائي الطويل وغيرها من ضروريات وأولويات غطّت على غيرها من مشروعات تنموية وقضايا أساسية تراكمت عبر السنوات دون أية معالجة أو حلحلة، أو حتى نفض الغبار عنها، جراء تكدسها في أدراج الحكومات المتتالية التي برعت في رفع سقف الوعود بالحل والمعالجة، تماماً كالوعود التي سمعها أبناء اللاذقية في لقاء الفريق الحكومي مع ممثليهم في مجلس الشعب والمنظمات الشعبية والإدارة المحلية والفعاليات الحزبية والاجتماعية والروحية والإدارية.
وكما الاجتماعات السابقة المتعاقبة فقد أعاد أبناء اللاذقية طرح القضايا التي ملّوا من تكرارها على أمل أن تلقى الحل والمعالجة الحكومية، ومن أهم هذه القضايا: الاهتمام بالمناطق الريفية وتنميتها ورفدها بالاحتياجات الخدمية، ودعم تسويق محصول الحمضيات الذي يشكّل محصولاً رئيسياً في المحافظة، والإسراع بإغلاق مكب البصة للنفايات الذي يتوضع على مساحات واسعة من أراضٍ شاطئية جنوب مدينة اللاذقية، ومعالجة أكبر مشكلة تعيق التنمية والاستثمار في اللاذقية وهي مشكلة الملكية على الشيوع، وأيضاً رفع إشارة الاستملاك عن مساحات واسعة من الشريط الساحلي الذي لايزال مستملكاً منذ أربعين عاماً دون إقامة أية استثمارات سياحية، والإسراع بإنجاز مشفى جبلة الوطني.
وإذا كانت الانطباعات الأولية للشارع اللاذقاني عن أجواء وأصداء زيارة الفريق الحكومي لم تحمل الأمل بجدّية معالجة الهموم والأوجاع والمشكلات، وهذا ما عبّر عنه الكثير منهم على الصفحات والمنصات واللقاءات وفي التداولات على اختلاف أشكالها، فذلك لأن المعالجة المرتقبة التي انتظرها الأهالي من هذه الزيارة للأساسيات الحياتية لم تأتِ لا تصريحاً ولا تلميحاً بما يخصّ مياه الشرب والخبز والكهرباء والغاز والمازوت وغيرها، بل جرى تعليقها كلها على الأزمة والظروف الراهنة وهذه كلها يعيشها المواطن ويتأثر بها ويتألم منها، ولكنه يريد أن يلمس إجراءات الحل والتخفيف منها، وهذا ما يأمله وينتظره من الحكومة وهذه العبارة سمعها الفريق الحكومي من ممثلي أبناء اللاذقية عدة مرات.