النقل لغز بلا حل.. والأزمة تزادد تعقيداً في حلب!!
حلب – معن الغادري
يتجمع المئات من المواطنين معظمهم من الموظفين والطلبة عند مواقف الباصات والسرافيس لساعات طويلة بانتظار أن يحالفهم الحظ ليستقلوا أي حافلة لتقلهم إلى عملهم أو إلى منزلهم.
هذا المشهد اليومي والذي يتفاقم عند ساعات الذروة لم تستطع الجهات المعنية في المحافظة حل لغزه، بل على العكس يزداد تعقيداً في ضوء النقص الحاصل بعدد باصات النقل الداخلي وعدم التقيد بالمسارات الطويلة حتى النهاية، ناهيك عن الأزمة الحاصلة في ملف السرافيس لجهة قلة عددها ومزاجية أصحابها وتقاضيهم أجوراً مرتفعة ومعاملتهم الفظة وغير اللائقة مع الركاب.. وهناك شكاوى كثيرة ترد يومياً إلى مكتب “البعث” بحلب يطالب خلالها المواطنون وخاصة طلاب المدارس والجامعات بضرورة البحث عن مخارج لهذه الأزمة والتخفيف من معاناتهم التي تضاف إلى مجموعة الأزمات اليومية المتراكمة.
المهندس حسين السليمان مدير عام الشركة العامة للنقل الداخلي بحلب، في معرض رده على هذه الشكاوى، بين أن كافة خطوط المدينة مخدمّة وفق ما هو متاح ومتوفر من باصات، وهي بالتأكيد غير كافية، والأمر يحتاج إلى تدعيم أسطول الشركة بما لا يقل عن 100 باص إضافي كحالة اسعافية لتخديم المدينة والريف بصورة مقبولة، وإلى ضعف العدد لتحسين واقع النقل الداخلي بشكل جيد ومنتظم، علماً أن الشركة كانت تملك قبل الحرب الإرهابية 521 باصاً تبقى منها 147 باصاً بعد إعادة تأهيل وصيانة الجزء الأكبر منها بإمكانات وخبرات عمال الشركة فيما الباقي منهم تعرض للتدمير والحرق والسرقة من قبل العصابات الارهابية المسلحة.
وبما يخص تكرار الشكاوى حول خط الجامعة – الراموسة، أشار السليمان إلى أنه تم تخصيص باصين على خط الجامعة – كراجات الراموسة لتخديم المسافرين ونقلهم من مدينة حلب إلى مركز انطلاق البولمانات الكائن في كاراجات الراموسة، بدءاً من الساعة 7 صباحاً ولغاية الساعة 7 مساءً، وبواقع 10 جولات يومية لكل باص (ذهاباً وإياباً)، وعند تعرض أي باص للأعطال يتم وضع باص آخر بدلاً عنه،كما تم تخصيص مراقبين على طول الخط بالكامل، لمراقبة آلية العمل ومعالجة أي شكوى أو خلل خلال مسار الباص. وما حدث مؤخراً من ازدحامات واختناقات سببه أنه تمت استعارة عدد من الباصات أثناء فترة إجراء الامتحانات لنقل الطلاب من الريف إلى المدينة والى مراكز امتحاناتهم، وحالياً عادت الأمور إلى طبيعتها، مع التأكيد على أن المشكلة عموماً تتلخص بنقص عدد الباصات وضرورة زيادة عددها لحل أزمة النقل بشكل جذري.
ولفت المهندس السليمان إلى أن الشركة تسعى وضمن إمكاناتها المتاحة لإيجاد حلول إسعافية لبعض المشكلات الطارئة من خلال إجراء عمليات تبديل وتدعيم لبعض الخطوط والمسارات وفق الحاجة بهدف التخفيف من الازدحام ما أمكن، وخلال الأسبوع القادم سيتم اعتماد خطة عمل جديدة ستلحظ كافة المشكلات التي تواجه عمل الشركة، وبداية سيتم تسيير باصين من عند جسر الإنشاءات نزلة أدونيس لقربه من مركز المدينة بدلاً من انطلاقهما من ساحة الجامعة بإتجاه الراموسة، وفي حال وصول باصات جديدة نقل سنعمل فوراً على تدعيم الخط بباصات إضافية.
يشار إلى أن مسار ساحة الجامعة – الراموسة هو الأكثر ازدحاماً واختناقاً من المسارات الأخرى، ويخدم مناطق عدة من المدينة، ويصل إلى دوار الصخرة، وحي الأعظمية، ومستودعات مستوصف صلاح الدين وأوتوستراد الحمدانية، وينتهي عند كاراج الراموسة ومن ثم العودة.