ليبيا رهينة الخداع الغربي
تقرير إخباري
يبدو أن بعض دول العالم ما تزال تستخدم الخداع والمراوغة سبيلاً لتحقيق مآربها وأطماعها، فالأزمة الليبية التي عُقد بشأنها مؤتمر برلين 2 ما زالت مستمرة، وما زال الشعب العربي الليبي يعاني من وطأة الأوضاع الصعبة التي يعيشها، لأن بعض الأطراف الدولية ما زالت تتلاعب بمصيره، وأن الصورة الرائجة بوجود إرادة دولية قادرة على حلّ المشكلة ليست صحيحة، فالسياسة البراغماتية الغربية تبدو صورتها في الظاهر أنها تسعى إلى الحل، بينما في الواقع هي غير ذلك!.
وما يؤكد ذلك هي النتائج التي خرج بها مؤتمر (برلين ٢) والذي كان يتوقع منه أنه سيعمل على حلّ المشكلات العالقة، وسيمهّد الطريق للانتخابات البرلمانية والرئاسية المحدّد ٢٤ كانون الأول المقبل موعداً لها، لكنه زاد الأمور تعقيداً وغموضاً، لأن مؤتمر (برلين 1) عمل على وأد الأمل في ليبيا موحدة قوية، طاردة للإرهاب والإرهابيين والمرتزقة، والميليشيات التي تعمل لحساب أجندات خارجية، فضلاً عن القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية. كل ذلك بعد أن فتح الطريق واسعاً أمام تغيير الحكومة، وكان أداة التخلّص من حكومة الوفاق الوطني التي لم تورث الشعب الليبي سوى التجزئة والانقسام والتشرذم وقطع الأوصال بين المدن والقرى والبلدات، وفتحت أبواب ليبيا على مصراعيها للغزاة الطامعين الذين لا يريدون للشعب الليبي أمناً وسلاماً، ولا يريدون لأهلها وئاماً وتوافقاً.
لقد أكَّدت التوصيات الخاصة على خروج المرتزقة والمجرمين وجميع الإرهابيين بلا جدول زمني لتفقد قيمتها، على الرغم من أنه لا يخفى على أحد ممن اجتمعوا في العاصمة الألمانية برلين أن المرتزقة وأولياءهم ومموليهم لا يريدون الخروج من ليبيا، وأن القوات الأجنبية الرابضة هناك تحلم بالبقاء سنوات بل وعقود طويلة، حتى تنجح في تمهيد الأرض لدولها لسرقة خيرات ليبيا واستنزاف دماء وثروات الشعب الليبي.
لقد أدركت العديد من الدول الغربية أن بقاء مصالحها في ليبيا أهم من أي تشكيل حكومة، وأن الانسحاب سيجعلها تخسر ثروات هائلة جداً، لذلك لا يوجد أي مجابهة لقوات الميليشيات والمرتزقة والإرهابيين، بل يتمّ التعاون مع بعضها بالخفاء. وليس من مصلحة تلك الدول الغربية، كما أنه ليس في مصلحتها العمل على ما تمّ الاتفاق عليه في مؤتمر (برلين ٢).
ريا خوري