اللعب مهنة طفلك
كل منا يفكر بمستقبل جميل ومشرق بالنسبة لأطفاله، فاللعب يكسب الطفل الكثير من المهارات والقدرات والخبرات، ولكن بتنا نرى الكثير من الأهل لا يهتمون بهذا الجانب بإعطاء ابنهم (التاب والموبايل) لملء وقته، متناسين كمية الضرر التي سيلحقونها بعقله وفكره.
اللعب ينمّي عقله وجسده، فهناك ألعاب فكرية، وألعاب جسدية، فلا تستهينوا بالألعاب القديمة كنط الحبل، ولعبة (الطبشور) على الأرض (النطة)، كما يحتاج الطفل لوقت من اللعب مع أهله ولوحده أيضاً، ولكل فترة فائدتها.
اللعب مع الوالدين ينمّي شخصية الطفل ليعرف مدى أهمية وجوده بالنسبة لوالديه كاكتساب الحنان والحب والعطف منهما، وأن له مكانته في حياتهما، أما عن جعله يلعب لوحده فإنك تكتشف مواهبه وميوله وذكاءه كأن تعرف ماذا يحب من الألوان، والحيوانات، وأية مهنة سيكون عليها في المستقبل.
اللعب يعلّم الطفل أشياء كثيرة كأن تجعله يلعب مع الأطفال فيتعلّم المشاركة والانضباط، وأن يكون طفلاً اجتماعياً يتعلّم التعاون والمثابرة والفوز، وأن يكون الأفضل من خلال بعض الألعاب الجماعية.
اللعب يقوّي تعلّم الكلام والعمليات الحسابية فيما بعد، ويحتاج الطفل حتى في المدرسة لفترات من اللعب ما بين حصص الدراسة تجعله يشحن ذاكرته وعقله مجدداً، ويفرغ نشاطه عن طريق اللعب.
هناك خطأ يرتكبه بعض الأهل باختيارهم الألعاب المكلفة للطفل، ويحددون له ألعاباً معينة، يجب أن تكون هناك ألعاب بسيطة كعلبة كرتون مثلاً لسنا بحاجتها لأنها تفسح المجال لمخيلة الطفل بالإبحار والإبداع، باختراع أشياء تكتشف من خلالها مستقبل طفلك، وماذا يفضّل، وبأي مجال سيبرع.
يجب أن نترك الخيار لطفلنا باختيار لعبته ليعلم أننا نكسبه ثقتنا، وأننا نعطيه الحرية، ومن ثم نوجّهه للأفضل، من خلال اللعب ربما نبني لأطفالنا مستقبلاً جميلاً، وننمّي أحلامهم، ونبني شخصيتهم، وكما للكبار مهنة فاللعب هو مهنة طفلك للمستقبل.
قصة: فردوس عيـد
رسوم: فاروق بنوح