انتعاش المتاجرة بالمحروقات في حلب.. ومديرها ينأى بنفسه متذرعاً بوزيره..!
حلب – معن الغادري
رغم كل الإجراءات الأخيرة المدعمة بالمرسوم 8، تتسع دوائر الغش والتحايل على القوانين والتلاعب بقوت المواطن؛ فإضافة إلى الاستمرار بالمتاجرة بمادة الخبز، وقيام بعض المجموعات بتجميع البطاقات الالكترونية، بالاتفاق والتعاون مع معتمدي الأحياء، وبيع الخبز كعلف للمواشي، انتعش مؤخراً في حلب سوق المتاجرة بالمحروقات (الغاز، المازوت، البنزين)، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز إلى أكثر من 70 ألف ليرة، وليتر المازوت إلى 5 آلاف، والبنزين إلى 7 آلاف ليرة، ويحمّل المواطنون الجهات المعنية، والرقابية على وجه التحديد، المسؤولية الكاملة في استفحال هذه الظاهرة الخطيرة التي من شأنها أن تزيد من تفاقم الأزمات المعيشية اليومية، وتؤثر سلباً على القطاع الإنتاجي، وعلى المستهلك، المتضرر الأكبر من زيادة الكلف والأسعار على مختلف المواد والسلع الأساسية بصورة يومية، ودون أي ضابط . ويضاف إلى سلسلة ما يعانيه المواطن من متاعب وهموم تكاد تقصم ظهره، جشع واستغلال مشغّلي مولدات الأمبير، وتحكمهم بالأهالي من خلال تقاضي أجور خيالية عن الأمبير الواحد الذي وصل مؤخراً الى 11 ألف ليرة، مبررين هذا التمادي بعدم توفر مادة المازوت، وشرائها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً.
يقول أحد المواطنين وهو موظف ورب أسرة مكوّنة من خمسة أشخاص أنه يدفع كامل راتبه الشهري لقاء استجراره الكهرباء من مولدة الأمبير، ما دفع به إلى البحث عن عملين إضافيين متواصلين بعد الانتهاء من عمله الوظيفي ليتمكن من تدبر الحد الأدنى من احتياجات أسرته، وهو ما ينسحب على معظم الذين التقيناهم، ويتطابق مع فحوى ومضمون الشكاوى التي تردنا يومياً، والتي لا تجد أي صدى أو تجاوب من المعنيين.
مدير محروقات حلب المهندس سائد البيك ما زال منغلقاً على الإعلام، ومقفلاً هواتفه وأبوابه، وممتنعاً عن الإدلاء بأي تصريح أو توضيح بحجة أنه غير مخوّل، ويحتاج إلى الموافقة المسبقة من الوزير شخصياً.
أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس أحمد سنكري فقد أوضح أن دوريات حماية المستهلك تعمل على مدار الساعة لرصد حركة السوق، وضبط المخالفات – إن وجدت!!! – وبالتوازي يتم التعامل مع الشكاوى التي ترد من وسائل الإعلام أو من المواطنين مباشرة باهتمام وجدية، إلى جانب تنظيم عشرات الضبوط بحق المرتكبين.
ويضيف المهندس سنكري: دائرة عملنا واسعة وتحتاج إلى إمكانات وقدرات استثنائية، خاصة في هذه الظروف، وإلى تدعيم المديرية بالعناصر البشرية المؤهلة، والآليات الكافية لتغطية المدينة والريف، وبالرغم من وجود هذا الخلل، تقوم المديرية بعمل جيد نسبياً، ومؤخراً تم فرض رقابة صارمة على عمل الأفران لضبط عملية البيع والمتاجرة بالخبز، وتمت معاقبة المعتمدين وشركائهم الذين ثبت تورطهم في بيع الخبز، وسحب التراخيص منهم.
وأشار سنكري إلى مراقبة الأسواق، خاصة ما يتعلق بالمتاجرة بالمحروقات، حيث تم ضبط أكثر من وسيلة نقل تقوم بالمتاجرة بمادة المحروقات، وخلال اليومين الماضيين – يتابع المهندس سنكري حديثه لـ “البعث” – وصل عدد الضبوط التموينية المسجلة إلى حوالي 40 ضبطاً تنوعت بين الإتجار بمادة المازوت، وضبوط بحق الأفران، وضبوط متنوعة بحق بائعي اللحوم الحمراء، وعدم الإعلان، وعدم حيازة فواتير.