إطلاق احتفالية اليوم العالمي للسكان وتنفيذ التزامات نيروبي الخمسة
دمشق – حياة عيسى
أطلقت الهيئة السورية للسكان احتفاليتها السنوية إحياء لليوم العالمي للسكان الهادف لتبني مواقف جادة لنصرة قضايا السكان والتنمية، بما فيها تلك المتعلقة بالصحة الإنجابية، ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، والمساواة بين الجنسين، ودمج وتمكين الشباب.
الدكتورة سلوى عبد الله وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بيّنت في حديث لـ “البعث” أن الاحتفال باليوم العالمي للسكان جاء نتيجة بلوغ عدد سكان الأرض 5 مليارات، وذلك في عام 1987، حيث قررت الأمم المتحدة اعتماد اليوم المذكور يوماً عالمياً للسكان، لتلقي الضوء وتثير الانتباه نحو أهمية العامل السكاني بحياة الكرة الأرضية، مبيّنة أن سورية إحدى الدول التي صادقت عليه وتحتفل به، لاسيما أنه بعد الحرب والتغيرات الديمغرافية والسكانية، أصبح “اليوم العالمي للسكان” يملك أهمية خاصة، بالتحديد بهذا العام الذي أفرز للنساء حقاً وشعاراً هو “حق المرأة بجسدها” الذي يرفعه عام 2021.
وبالرغم من وجود العديد من الإشكالات بموضوع السكان، وأهمها “الزواج المبكر” الذي لم يتجاوز الـ 13% في سورية التي كانت تسعى ضمن برنامج سورية ما بعد الحرب والتنمية المستدامة لخفض تلك النسبة لـ 5%، ولكن في المناطق خارج سيطرة الدولة حالياً نسبة زواج القاصرات تتعدى 40%، إضافة إلى إشكالات تمس شريحة الأطفال، فإن الوزارة تسعى لإلقاء الضوء عليها لبناء سورية حديثة من خلال الانتباه للمشكلة السكانية في مجتمعنا.
من جهته رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، الدكتور محمد أكرم القش، أشار إلى أن احتفالية اليوم هي نوع من الاحتفالية السنوية التقليدية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك بالتزامن مع صدور التقرير العالمي السنوي للسكان عن حالة السكان، علماً أنه في كل عام يتم التركيز على قضية ملحة تتصل بالشأن السكاني أو بمكونات الأسرة من: “مرأة، ومسنين، وأطفال”، ويتابع الملف السكاني ويركز على الأولويات الوطنية، مستعرضاً السياق التاريخي لتطور العمل على الملف السكاني، سواء من الناحية المؤسساتية، أو من الناحية التشريعية، أو من ناحية الدراسات والبحوث أو السياسات التداخلية التي تمت في سورية، علماً أن التركيز سيتم خلال المرحلة القادمة على أكثر من قضية، لاسيما بعد أن التزمت سورية بقمة نيروبي الأخيرة، والتوصيات الخاصة بالمرأة، المتضمنة الحد من العنف ضد المرأة، وتخفيض نسب وفيات الأمهات.
وتابع أن الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية عملت على وضع خطة سنوية متكاملة أطلق عليها اسم” تنفيذ التزامات نيروبي الخمسة”، تتم مراجعتها بنهاية الفترة لتتم بعدها متابعة العمل وصولاً لتحديد الأهداف التي تم الالتزام بها بحلول عام 2030، علماً أن خطة “نيروبي” متصلة مع الخطط الوطنية التي تشملها خطة سورية ما بعد الحرب التي تضم مشاريع خاصة بالملف السكاني، كما سيتم التطرق للمصفوفة التنفيذية للمساواة بين الجنسين التي تعمل عليها الهيئة في مجال القوانين والتشريعات، إضافة إلى تمكين المرأة في سورية، مع الإشارة إلى تقرير حالة سكان سورية في 2022 الذي يركز على تحسين الخصائص النوعية للسكان التشغيلية والخدمية، إضافة إلى رسائل الحد من الخلل في القوة البشرية والعودة والاستقرار.
من جهته ممثّل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية إياد نصر أشار إلى وجود حالة ملحة لتوفير معلومات دقيقة عن خدمات تنظيم الأسرة والولادات والوفيات والاحتياجات والفجوة القائمة للتعرف على أنماط التحولات الديمغرافية بدقة، خاصة في ظل الأزمات، بما فيها جائحة كوفيد -19، مع التأكيد على ضرورة دعم النظم الصحية والإنجابية مع الجائحة، وتمكين المرأة تعليمياً واقتصادياً وسياسياً من أجل ممارسة الخيارات المناسبة لها التي تدعمها بشكل يؤمن مستوى عالياً من الصحة الإنجابية، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لسد الفجوة في خدمات الصحة الإنجابية، ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، مع التأكيد على ضرورة التعاون والعمل بقوة لتأمين البيانات الديمغرافية التي تعد جميعها مهمة وضرورية في وقت الأزمات، إضافة إلى دعم حق الأفراد، ومناصرة حقوق النساء والفتيات وخياراتهن.