زيارات المنظمات الدولية إلى الحسكة لا تغني ولا تسمن من جوع
الحسكة- إسماعيل مطر
تتواصل معاناة قرابة مليون مواطن في مدينة الحسكة من أجل تأمين مياه الشرب نتيجة تحكم الاحتلال التركي ومرتزقته بمياه آبار علوك الواقعة في منطقة رأس العين المحتلة، والتي تعتبر المصدر الوحيد للمياه في ظل غياب المجتمع الدولي، ولم يكن للزيارات والاجتماعات الأسبوعية لعدد من المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني أي أثر يُذكر لجهة تحسين الواقع المائي في المحافظة!.
وتتركز مطالب المحافظة على عدة قضايا استراتيجية هدفها التخفيف من الضغط على معيشة المواطن ومنها المياه، إذ يتبيّن لنا أن هذه الاجتماعات ليست سوى بروتوكولات فقط، ويبدي المواطنون استياءهم من الدور الضعيف والخجول لما تقوم به المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، ولاسيما أن الجهود التي تبذل غير كافية لتأمين مياه الشرب في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار وباء كوفيد 19 .
وأبدت الدكتورة اكجمال مختوموفا مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية قلقها من تأثير قطع مياه الشرب عن الحسكة، حيث تعمل المنظمة من أجل إيصال لقاح كورونا وتبذل كل الجهود للحصول على اللقاحات وإعطائها للمواطنين بالتعاون مع وزارة الصحة كونها قادرة على الوصول إلى كافة المواطنين في الجمهورية العربية السورية. وبيّنت مختوموفا أن المنظمة قدّمت خلال العام الماضي 330 طناً من المساعدات الطبية لمحافظة الحسكة وسيتمّ الاستمرار بتقديم الدعم الممكن، وخاصة في موضوع لقاح كورونا للاستمرار في تنفيذ حملات اللقاح للمواطنين.
ومع كلّ هذه المبادرات يبقى الهاجس الحقيقي عند المواطنين إعادة مياه آبار علوك أو المباشرة السريعة والعاجلة لجرّ مياه الشرب من نهر دجلة.
يُشار إلى أن مشروع علوك بدأ العمل به عام ٢٠١٠ حيث تمّ حفر 30 بئراً في منطقة علوك بريف رأس العين ووضع المشروع بالخدمة الفعلية في الشهر السابع من عام ٢٠١٣ ونتيجة الحاجة المتزايدة على طلب المياه لمدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها تمّ حفر 4 آبار إضافية ليصبح العدد 34 بئراً.
ختاماً.. ورغم كل الجهود الحكومية المبذولة والحلول الإسعافية، تتبادر لذهن المواطن تساؤلات حول ضرورة تشكيل لجنة وزارية لدراسة الوضع المائي في المحافظة والبحث عن بدائل حلول جذرية له؟.