مع موجة الغلاء.. ضغط على المشافي الحكومية وعبء كبير على الكوادر الطبية!؟
دمشق – لينا عدره:
لطالما كانت المشافي الحكومية وجهةً ومقصداً للكثير من المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، ومن يراقب اليوم حركة المرضى في تلك المشافي، سيلحظ الضغط الكبير عليها خاصة مع موجة الغلاء الجنونية وارتفاع الأسعار غير المنطقي، وما تبعه من ارتفاع كبير جداً لمعاينات الأطباء في عيادتهم الخاصة، إضافةً إلى التكلفة الكبيرة للتحاليل والصور في المخابر الخاصة، والتي لا تتناسب إطلاقاً مع دخل المواطنين، لتصبح بذلك المشافي الحكومية ملاذاً لمختلف شرائح المجتمع بما فيها الطبقة المقتدرة مادياً.
الدكتور عصام الأمين مدير عام مستشفى المواساة أكد في حديثه لـ “البعث” ملاحظة هذه الزيادة، موضحاً أنه وعلى الرغم من ظرف الحرب ونقص الكوادر الطبية إلا أن المشافي الحكومية بشكلٍ عام عانت من زيادة في أعداد المراجعين، ويرجع ذلك لعدة أسبابن، أولها الوضع الاقتصادي نتيجةً لظروف الحرب والحصار ما جعلها النافذة الوحيدة المتبقية للعلاج الطبي للكثير من الطبقات، وتقديمها لخدمات كبيرة مجانية بمعظم مفاصلها، إضافة – والكلام للأمين – إلى أننا في فترة الحرب لم نكتف فقط بالمحافظة على قاعدة تقديم الخدمة، بل تجاوزنا الأمر وأجرينا عمليات تطويرية ملحوظة في كل مفاصل العمل الطبي، ومشفى المواساة مثال، ما حسَّن من سمعتها حسب قوله.
وأضاف الأمين أن ما ساعد أيضاً وجود عدد كبير من القامات العلمية الكبيرة العاملة في هذه المشافي، على الرغم من الضغط الذي تكبدته خاصةً مع بداية الحرب، بسبب هجرة أعداد كبيرة من الكوادر الطبية، والتي تراوحت ما بين 35 إلى 40 بالمئة، لنكون أمام معادلة صعبة تتعلق بزيادة الطلب على الخدمة وقلة الكوادر، ليتم التعويض لاحقاً بالتعاقد مع الخريجين الجدد المتميزين في مجال تخصصهم في الدراسات العليا، ما مكّن مبدئياً من ردم الفجوة الحاصلة وتغطية الخدمات الأساسية، وليتحول هؤلاء الاختصاصين فيما بعد إلى أصحاب خبرات قد تتجاوز خبرة من غادر.
أكبر منظومة اسعافية
وتعكس الإحصائيات التي توضح حركة المرضى خلال الأشهر الستة الأخيرة ازدياد أعداد المراجعين، وذلك نتيجة امتلاك المواساة لأكبر منظومة اسعافية في سورية، حيث وصل عدد المرضى المقبولين “عادي” إلى 2521 مريضاً، بينما وصل عدد مراجعي العيادات الخارجية إلى 23510، وعدد مراجعي الإسعاف إلى 29629، وعدد المقبولين في الإسعاف إلى 22959، مع عدد تحاليل مخبرية وصل إلى 726281، وصور شعاعية لـ 50428، وبلغ المرنان 2477 مع عدد عمليات كبير شمل مختلف الاختصاصات.
وفي سياقٍ متصل لا يمكن أن يغيب عن أذهاننا الضغط الهائل الممارس على الكوادر الطبية مع قلة الأجور، وهو ما ثمَّنه الأمين مؤكداً أنه أمر خارج عن إرادة أي مشفى، كونه يتعلق بالوضع العام، ما حمًّل بالتالي الجيش الأبيض ضغوطاً كبيرة، وصلت لدرجة تقديمه لشهداء خاصةً مع ظل وباء كورونا، ما جعلهم وعوائلهم عرضة للخطر، مؤكداً دعم أي تحسين في الأجور والتعويضات والحوافز للكوادر الطبية.
والجدير ذكره عودة المشفى منذ حوالي الشهر لاستقبال مختلف الحالات، بعد توقفٍ سببته الذروة الثالثة لوباء كورونا.