“الفاو” تحذّر من تفاقم الجوع في العالم بسبب كورونا
حذرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية “الفاو” من أن “وباء كوفيد ساهم في زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين عانوا من الجوع في عام 2020″، مضيفةً أنه “سيكون له آثار على الأجل الطويل على الأمن الغذائي في العالم”.
وظاهرة تفاقم الجوع في العالم، +18% خلال عام، الأكبر منذ ما لا يقل عن 15 عاماً، قد تقوّض أكثر من أي وقت مضى هدف الأمم المتحدة بـ”القضاء على الجوع في العالم بحلول 2030″، حسبما أكدت الفاو.
وذكر التقرير أن عدد من يعانون سوء التغذية ارتفع إلى حوالي 768 مليوناً العام الماضي، وهو ما يعادل 10 في المئة من سكان العالم، ويمثل زيادة بنحو 118 مليوناً، مقارنة بعام 2019، وذلك بعد أن ظل العدد دون تغيير تقريباً لخمس سنوات.
وقدّرت نسخة عام 2021 من تقرير “حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم” أنه وفقاً للاتجاهات الحالية، فإن هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتمثّل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030 لن يتحقق مع وجود فارق يتمثّل في ما يقرب من 660 مليون شخص.
وهذا الرقم أعلى بواقع 30 مليون شخص من السيناريو الذي لم يتضمن حدوث الجائحة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، قالت في شهر حزيران الماضي: إن أسعار الغذاء، العالمية ارتفعت في أيار الماضي، بأسرع وتيرة شهرية في أكثر من 10 سنوات، مسجلةً زيادة للشهر الثاني عشر على التوالي ومسجلة أعلى مستوى لها منذ أيلول 2011.
وفي وقت سابق، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الأوضاع المتعلقة بجائحة فيروس كورونا تتدهور، متوقعة أن تتحول سلالة “دلتا” قريباً إلى النسخة المهيمنة في العالم.
وأشار المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهنوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين: “الأسبوع الماضي كان الرابع على التوالي الذي تم خلاله رصد ارتفاع لعدد الإصابات بكوفيد-19 في العالم. تم تسجيل هذا الارتفاع في 6 مناطق تابعة لمنظمة الصحة العالمية. كما جرى كذلك تصاعد مؤشر الوفيات بعد شهد تراجعا على مدى 10 أسابيع سابقة”. وأضاف: “نواجه تدهورا لحالة الطوارئ الصحية (الخاصة بجائحة فيروس كورونا)، الأمر الذي يعرض الأرواح ووسائل العيش والتعافي العالمي المستدام لخطر متزايد”.
وذكر أن سلالة “دلتا” لفيروس كورونا المسبب لعدوى “كوفيد-19” سجلت حتى الآن في 104 دول، لافتا إلى أن توقعات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنها ستصبح قريبا النسخة المهيمنة في جميع أنحاء العالم.
وتعد سلالة “دلتا”، التي تم اكتشافها لأول مرة في الهند، أكثر انتقالا بمرتين على الأقل مقارنة مع مثيلاتها، كما أنها تزيد من مخاطر سير حالة المرض بشكل صعب عند الإصابة.