إقامة غير لائقة ووداع كئيب لمنتخب الشباب واتحاد الكرة يعد بالتلافي!
أنهى منتخب الشباب الكروي معسكره بدمشق، ونال اللاعبون إجازة قصيرة لمدة ثلاثة أيام، على أن يقام المعسكر القادم في 14 من الشهر الحالي، ثم يتوقف لينال اللاعبون إجازة العيد قبل أن يشارك المنتخب بدورة الوفاء الكروية التي ينظمها نادي تشرين أواخر الشهر الحالي.
العثرة التي رافقت إعداد منتخب الشباب كانت بالإقامة بفندق العباسيين الذي لم تكن خدماته جيدة، فعانى اللاعبون من انقطاع الكهرباء في الأجواء الحارة، وقلة المياه، وكما نعلم بأن لاعب المنتخب يحتاج إلى وفرة الماء بشكل دائم، وزاد الأمر سوءاً وجود اللاعبين في كراج السفر يبحثون عن تذكرة هنا وهناك تقلهم إلى محافظاتهم.
“البعث” اتصلت بمدير المنتخب طلال بركات الذي أجاب عن هذه التساؤلات قائلاً: اختيار الفندق كان خارج إرادة اتحاد الكرة، وسنسعى في المعسكرات القادمة للبحث عن خيار أفضل ولو كان من خارج فنادق الاتحاد الرياضي العام، والعناية بهذه المنتخبات ضرورية ومهمة، واتحاد الكرة يسعى دائماً لراحة اللاعبين، وتأمين متطلباتهم ومتطلبات المنتخب.
أما عن موضوع سفر اللاعبين فأوضح بركات أن بعض اللاعبين سافر ليلاً لكسب الوقت والوصول إلى داره مبكراً، مع العلم أن الحجز في الفندق كان حتى صباح الأحد، وتم السماح لمن أراد المغادرة ليلاً بالمغادرة، ولم تجر العادة أن يتم توصيل اللاعبين إلى محافظاتهم أو إلى الكراج الذي لا يبعد عن الفندق إلا أمتاراً قليلة.
هذا الكلام غير مقبول، خصوصاً أن مدير المنتخب عضو في اتحاد كرة القدم، ونعتقد أنه لا يقبل المبيت بمثل هذا الفندق، هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فإن البون شاسع في الاهتمام بين منتخب الرجال وبقية المنتخبات، وهو أمر لا يقبله المنطق والعقل، فالمنتخب الأول يقيم في فندق (خمس نجوم) وهذا حقه، أما بقية المنتخبات فتقيم بفنادق (ناقص خمس نجوم)، وهذا أمر معيب، وإذا نظرنا إلى الصرفيات التي يصرفها اتحاد كرة القدم في بعثاته الخاصة والعامة لوجدنا أن من حق بقية المنتخبات أن تنال شيئاً من الاحترام ولا نقل الرفاهية، قياساً على ما يتم صرفه من بذخ وكماليات.
عملية الاهتمام بالمنتخبات العمرية يجب أن تكون في أعلى درجاتها لأن هؤلاء هم من سيحمل لواء الكرة السورية في المستقبل، وكلما اعتنينا بهم فنياً وبدنياً ومعنوياً حصلنا على النتائج التي نأملها، وقصة الاهتمام بالفئات العمرية لا تقف عند حدود اتحاد كرة القدم وحده، فها هي الأندية لا تعطي بالاً لها ولا تتكلّف عليها من رعاية ودعم، وهي بعيدة عن الاهتمام وكأن هذه الفئات دخيلة على الرياضة، بينما نرى مئات الملايين تصرف على فرق الرجال، وبعضها لا يستحق ما يصرف عليه، ولنا في بطولة المحافظات لبراعم كرة القدم الأخيرة خير مثال، فما تابعناه من إهمال وفوضى وسوء تنظيم وإقامة متدنية يرسم الكثير من إشارات الاستفهام لدرجة أن منتخب اللاذقية آثر السفر بشكل يومي من اللاذقية إلى حمص متحمّلاً مشاق السفر اليومي ومخاطره على ألا يبيت في حمص بإقامة لا تليق بإنسان.
عموماً المعسكر القادم لمنتخب الشباب سينتهي مع عطلة العيد، ولن يجد اللاعبون المغادرون إلى محافظاتهم تذاكر بسبب زحمة العيد، فهل يبادر اتحاد كرة القدم بتأمين حجوزات للاعبين أفضل من عذاب هم بغنى عنه؟.
ناصر النجار