تحذيرات أممية من نزوح مليون أفغاني بسبب الصراع
أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان رامز الأكبروف، اليوم الثلاثاء، أن عدد النازحين داخلياً خلال ستة أشهر من النزاع في أفغانستان بحدته الحالية سيرتفع إلى مليون نازح. وأضاف: “نرى أنه في ظل حدة النزاع، فإن 3 أشهر من النزاع ستؤدي إلى نزوح 500 ألف شخص. وسيؤدي استمرار النزاع لمدة تصل إلى 6 أشهر إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص”. كذلك أوضح أن الأمر يتعلق بتفاقم الصراع الذي بدأ في نيسان وأيار من هذا العام.
الأكبروف لم يستبعد حدوث تدفق إلى خارج البلاد، موضحاً أن الأمم المتحدة تعتقد أن الجزء الأكبر سيكون نزوحاً داخلياً.
وتشهد أفغانستان مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة طالبان، الذين استولوا على مناطق كبيرة في المناطق الريفية وشنوا هجمات على المدن الكبيرة.
ويأتي التصعيد متزامناً مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان؛ حيث وعدت واشنطن بإكمال سحب القوات بحلول 11 أيلول القادم.
وبالإضافة إلى المعابر الحدودية، التي تم الاستيلاء عليها بالفعل مع طاجيكستان، سيطرت طالبان على نقاط التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن البلاد تراقب كافة التحركات في أفغانستان، وتم أخذ كامل الاستعدادات اللازمة لكافة السيناريوهات.
وأضاف ربيعي في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء: “نراقب التحركات في أفغانستان واتخذنا الاستعدادات اللازمة لكافة السيناريوهات.. إيران تتابع بحساسية التطورات الأمنية والسياسية والاقتصادية على الحدود مع أفغانستان”.
وأكد المتحدث باسم الحكومة أن بلاده تدين أي أعمال عنف في أفغانستان ومن أي طرف كان، وقال: “ندين الحرب والعنف والصراع الداخلي في أفغانستان، ونسعى لتتمكن حكومة قوية تدعمها أصوات الشعب من تجاوز التحديات”. ولفت ربيعي إلى أن إيران لم تشهد أي تدفق للاجئين أفغانيين جدد، منوّهاً في الوقت ذاته بإقامة مخيمات على الحدود مع أفغانستان في حال وجود موجة من اللاجئين. وأكد أن الوضع الأمني في أفغانستان سيبقى هشاً مع بقاء القوات الأجنبية.
هذه التحذيرات تزامنت مع تسليم قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان، الجنرال أوستن سكوت ميلر، مهماته، في أحدث بادرة رمزية من أجل إنهاء أطول حروب أميركا، على الرغم من أن حركة “طالبان” تواصل توسيع نفوذها في البلاد.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن كلّف ميلر، في الآونة الأخيرة، تنظيمَ الانسحاب النهائي للقوات الأميركية من البلاد، والذي يُفترض أن يُستكمل بحلول نهاية آب المقبل.
وفي وقت سابق، حذرت موسكو واشنطن من نشر قواتها المنسحبة من أفغانستان في “جمهوريات آسيا الوسطى الحليفة لروسيا”.
التحذير جاء على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي أشار إلى تواصل موسكو وواشنطن بشأن النتائج المحتملة لانسحاب الوحدات العسكرية الأميركية من أفغانستان، وقال أن “الوضع غامض”، معتقداً أنه “وبسبب مجموعة معقدة من الأسباب السياسية، والجيوسياسية، والمحلية، ستظل الولايات المتحدة تتحرك في اتجاه تقليص وجودها العسكري في أفغانستان، وعواقب ذلك متعددة الأوجه”، لافتاً إلى مناقشة روسيا هذا الأمر مع أميركا.
وأشار إلى أن “روسيا وأميركا أنشأتا قنوات للحوار حول هذا الموضوع على مستويات مختلفة، وأن المبعوثين الخاصين إلى أفغانستان على اتصال وثيق مع بعضهم البعض”. مضيفاً أن “وزير الخارجية الروسي ووزيرة خارجية الولايات المتحدة يناقشان هذه المسألة بشكل دوري”، وأن “هذا الموضوع طرح في قمة جنيف”.
وفي السياق نفسه، قال السفير: “أود أن أسلط الضوء على عدم قبولنا بنقل الوجود العسكري الأميركي الدائم إلى البلدان المجاورة لأفغانستان، وقد أخبرنا الأميركيين بهذا بشكل مباشر وصريح”، وأردف: إن “نقل القوات الأميركية إلى الدول المجاورة لأفغانستان سيغير الكثير في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة”، مضيفاً “نحن نحذرهم من مثل هذه الخطوات”.
وتشهد أفغانستان مواجهات بين القوات الحكومية وحركة “طالبان”، التي استولت على مساحات كبيرة في المناطق الريفية، وشنت هجمات على المدن الكبرى. وسيطرت “طالبان” على نقاط التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان، إضافةً إلى المعابر الحدودية، التي تم الاستيلاء عليها بالفعل مع طاجيكستان.