أردوغان ينشر الكراهية الدينية بين الأتراك
سمر سامي السمارة
في انتهاك جديد لحرمة الكنائس في تركيا، صعدت مجموعة من الأتراك على جدار كنيسة صورب طقاور، في حي قاضي كوي، وقامت بتصرفات لا تليق بحرمة الأماكن الدينية المقدّسة، الأمر الذي يعكس تغلغل الكراهية داخل المجتمع التركي.
وعلى الرغم من تنديد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية بالانتهاكات التي طالت حرمة كنيسة صورب طقاور، إلا أن ذلك يظلّ غير كافٍ في ظل تنامي الكراهية في تركيا ضد العرقيات والأديان.
وما لا شك فيه أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يتحمّل المسؤولية الكاملة لتفاقم الكراهية الدينية داخل المجتمع التركي، فقد أثار رئيس النظام التركي أردوغان غضب العالم المسيحي والأقليات المسيحية بعد أن قرّر تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد في تموز الماضي، وإجراء بعض التغييرات على كنيسة القديس ميخائيل في مقاطعة طرابزون بهدف إعادة افتتاحها كمتحف، وتدمير كنيسة القديس طوروس الأرمنية في مقاطعة كوتاهيا.
بدورها، كشفت منظمة حقوق الإنسان المسيحية الدولية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، عن زيادة ملحوظة في حوادث انتهاكات الحرية الدينية المبلّغ عنها في تركيا مع مطلع العام 2021. وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مؤخراً إن اللوائح الحكومية تمنع وصول المسيحيين بشكل اعتيادي إلى الكنائس، حيث تعتبر مبانيها مصدر دخل من قبل الدولة التي تواصل تحويل بعضها إلى متاحف.
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه على خلفية تواتر الاتهامات الدولية والحقوقية الموجّهة إلى تركيا بانتهاك حقوق الأقليات الدينية بشكل عام ، يخشى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من تصاعد الانتهاكات الدينية والعرقية مع استمرار السياسات الحكومية التقييدية والتدخل في الممارسات الدينية وزيادة ملحوظة في حوادث التخريب والعنف المجتمعي ضد المتدينين المنتمين لأقليات.
ويتحرك الكونغرس الأمريكي لسنّ تشريع أمريكي يدفع بالنظام التركي نحو دائرة حساب على خلفية انتهاكات الحرية الدينية، ومنح الحريات الدينية متنفساً من القمع الذي تمارسه حكومة أردوغان.
كما يؤكد محلّلون أن لعب أردوغان على الوتر الديني ليس إلاّ جزءاً من أجندة سياسية تهدف إلى تثبيت قاعدته الانتخابية التي تراجعت بشكل كبير، متناسياً أن تدمير تراث تركيا، الأرثوذكسي الإسلامي، المزدوج، سيكون ضربة للتعددية الدينية والتسامح في البلاد.