اللجنة العمومية لكرة السلة تعتمد أعمار لاعبي كأس الجمهورية
لم يعجب كوادر وعشاق السلة السورية المؤتمر الاستثنائي الذي عقد ظهر اليوم في قاعة الاجتماعات بمبنى الاتحاد الرياضي العام الذي خصص للتصويت على قرار تحديد الأعمار لمسابقة كأس الجمهورية للرجال، واعتبرت تلك الكوادر أن المؤتمر غير نظامي خاصة بعد أن قررت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة وبعد إرسال كتب للأندية المشاركة بالمسابقة الرأي باعتماد نظام المسابقة التي كانت ستقام لتحت 27 سنة.
وبعيداً عن كل ذلك، فإن النقاشات التي استمرت لنحو ساعتين خلصت إلى اعتماد مشاركة اللاعبين تحت 27 سنة في مسابقة كأس الجمهورية التي ستنطلق في الثامن عشر من الشهر الجاري وتستمر لشهر كامل.
الكوادر استغربت عقد اجتماع الجمعية العمومية لاتخاذ قرار جديد غير القرار الذي تم الاعتماد عليه وتعميمه على الأندية المشاركة فيه، لأن مثل هذا الاجتماع خاطئ، ويجب أن يكون لهدف أكبر، وأن يكون على سبيل المثال لانتخاب اتحاد جديد لكرة السلة بدلاً من اللجنة المؤقتة الحالية، أو دراسة نظام احتراف جديد يخدم كرة السلة في المستقبل، أو أن يطرأ شيء جديد على اللعبة يجب الأخذ به، خاصة وأن الدعوة وجهت لكافة كوادر وخبراء وممثلي الأندية (أولى وثانية) ولجان فنية لحضور هذا المؤتمر الاستثنائي.
وهنا لابد من التذكير أن كافة الأندية تعاقدت مع اللاعبين بعقود مخالفة للأنظمة والقوانين ومنحتهم عقود بالملايين على أساس أن يلعب اللاعب بالدوري والكأس معاً، وتم توزيع الأموال على بنود العقد المبرم مع اللاعب على هذا الأساس، ويجب احترام العقود إذا كانت صحيحة وقانونية، والكلام هنا ما زال يطرح على ألسنة تلك الكوادر التي بينت أن الاتحاد المؤقت كان يجب أن يطرح هذه الأفكار للموسم القادم وبمؤتمر اتحاد كرة السلة، ليبقى السؤال المطروح كيف يمكن للنادي أن يستمر بدفع مستحقات اللاعبين فوق الـ ٢٧ وهم متوقفين عن المشاركة؟
ألا يعتبر هذا الأمر هدراً لأموال الأندية؟
وهل سيقوم اتحاد السلة المؤقت بتعويض الأندية المتعاقدة مع اللاعبين عن خسائرها المادية في حال موافقة الجمعية العمومية على مقترحه، ولاسيما أن القرار الحالي أقر في جمعية عمومية سابقة والموسم لم ينته بعد؟
رأى كثيرون من كوادر اللعبة أنه يجب تطبيق الأنظمة والقوانين والعقود المبرمة حتى لا تدخل الأندية في متاهات لا تفيد، وتأجيل القرار إذا كان مفيد فنياً فيمكن تأجيله للموسم المقبل حتى لا يظلم أحد من اللاعبين أو الأندية، سيما وأن القرار الذي صدر سابقا (اللعب بفئة تحت 27 سنة) هو لمصلحة كرة السلة السورية، كون معظم لاعبي الدوري هم من مواليد كبيرة فوق 30 سنة.
لكن يبدو أن اللجنة المؤقتة وضعت نفسها في موقف حرج، وبالتالي رضخت لتدخل بعض الأندية الكبيرة التي لم تتمكن من المنافسة على لقب بطولة الدوري وخرجت منه بخفي حنين (وهي التي كانت قد صوتت على النظام الذي تم اعتماده) وبالتالي باتت تريد تعويض ما فاتها بالدوري بمسابقة الكأس ولكي تستفيد من طاقات لاعبيها لأقصى درجة، إضافة إلى أن هناك أندية أخرى لم تتضرر بهذا القرار كونها تعتد بالأساس على لاعبين صغار السن.
وهنا لابد من القول أننا لسنا ضد قرار تحديد الأعمار في مسابقة الكأس لأن له فوائد فنية كثيرة، وإنما نحن ضد القرارات المتسرعة التي لا تتماشى مع واقع أنديتنا وكان حرياً بالاتحاد المؤقت أن يعمل على تفعيل هذا القرار الموسم المقبل على أقل تقدير، ما يسمح للأندية أن تعمل على ضوئه من دون أن يؤثر في نتائجها، ودون أدنى شك أن الوقت يمضي سريعا وهو ليس في مصلحة سلتنا، وعلى جميع كوادر ومسؤولي اللعبة الوقوف إلى جانبها والعمل على تطويرها لتعود معافاة كما كانت فيما مضى، خاصة وأنه ينتظر منتخبنا مشاركة مهمة في النهائيات الآسيوية والوقت بات قريبا للانتهاء من المشاكل المحلية والالتفات لتحضير المنتخب.
عماد درويش