مهنة التعويضات السنية.. في مواجهة المشكلات والهموم ونقص الرعاية
دمشق- حياة عيسى
تعرّضت مهنة التعويضات السنية منذ عام 2000 للعديد من المشكلات لعدم توافر جهة تدافع عنها وترعاها، لحين صدور قرار وزارة الإدارة المحلية لإخراج المهنة من طابعها الطبي، وتحويلها إلى مهنة صناعية وضعت به أساساً من خلال المرسوم /12/ الناظم للمهن الطبية، حيث شكلت اللجان النقابية في اتحاد العمال للعمل على طيّ القرار، بالتزامن مع العديد من المحاولات التي تعمل جاهدة للهيمنة على المهنة، علماً أن سورية من أوائل الدول العالمية والأولى عربياً التي أولت مهنة التعويضات اهتماماً كبيراً.
عضو المجلس المركزي لنقابة التمريض والمهن الصحية والطبية مازن قناص أشار في حديث لـ”البعث” إلى وجود خمسة معاهد تخرج نحو /2000/ طالب، الأمر الذي أتخم السوق وأضعف الدخل ورفع نسبة البطالة، ما دفع الكثير من الخريجين للهجرة، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من ممارسي المهنة دون أي مؤهل علمي، وعدم تطور المعاهد التقنية وابتعادها عن مواكبة التطور العلمي العالمي وتنوع الاختصاصات، والتناقض العكسي لمستوى الخريجين عملياً، وغلاء الأمكنة والتجهيزات المخبرية التي يقارب ثمنها نحو /100/ مليون ليرة، مع غياب التمثيل النقابي عن تلبية طموحات المخبريين وحل مشكلاتهم ومواكبة تطورهم.
أما بالنسبة لواقع مهنة تعويضات الأسنان في سورية، فقد أوضح قناص أن سورية من أوائل الدول التي اهتمت بالمهنة، حيث افتتح المعهد المتوسط لطب الأسنان عام 1971 في جامعة دمشق، واعتبر الأول عربياً لتعليم المهنة، وعلى مر السنين ازداد عدد المعاهد لتشمل كافة الجامعات السورية، كما خصّص معهد خاص للمهنة بالتزامن مع جامعة القلمون التي انفردت بتدريس الاختصاص، وفي بداية الثمانينات أصبح مخبر الأسنان السوري العمود الفقري للمهنة بالدول العربية، وبدأ الانتشار خارج الوطن العربي ليصبح كادره مطلوباً كخبراء لأكبر الشركات العالمية الفاعلة في مجال تصنيع أجهزة ومواد الأسنان، إضافة إلى مواكبة التطور العلمي الحاصل للمهنة من خلال الخضوع للعديد من الدورات في الدول المتقدمة، حيث استخدمت أحدث الأجهزة للمحافظة على الريادة في مجال تعويضات الأسنان، علماً أن مهنة تعويضات الأسنان مستقلة لا علاقة لها بباقي المهن الصحية أو الاختصاصات الطبية، ولها دراساتها الخاصة من خلال المؤتمرات العلمية التي حازت على ترتيبها كدرجة أولى على مستوى الوطن العربي والمرتبة الثالثة على مستوى العالم.
ودعا قناص إلى ضرورة وجود نقابة مختصة لمخابر طب الأسنان تستطيع أن تحقق طموحهم وتمثلهم وتدافع عن حقوقهم، مع الإصرار على وجود كليات مدة الدراسة فيها أربع سنوات لمهنة التعويضات السنية لمواكبة الدول تتبع للعلوم الصحية ككليات المعالجة الفيزيائية والتغذية والمخابر، والسماح بترخيص الملاجئ كمخابر للأسنان أسوة بالعيادات.