رحلة الخواجة مع أدب الأطفال
حمص- سمر محفوض
شارك الأديبان هيثم يحيى الخواجة وراتب سكر في ندوة أقامها اتحاد الكتّاب العرب بعنوان “رحلتي مع أدب الأطفال”، أدارتها أميمة إبراهيم رئيسة فرع حمص للاتحاد.
الدكتور الخواجة أشار إلى ما قدّمه المبدعون والكتّاب السوريون في مجال أدب الأطفال، وهم في صدارة مبدعي الوطن العربي، وإنجازاتهم التي تركت بصمتها المشرّفة على هذا النوع، بتحويلهم قصة الطفل من عمل مدرسي تربوي جافٍّ وعابر إلى عمل فني ممتع وحيوي قابل للاستمرار والتألق ببنائه الفني الخاص.
كما قدّم لمحة عن تجربته في أدب الأطفال من الجانبين الإبداعي والتطبيقي وعلاقته بتقدم الرؤية الحضارية للحياة، معتبراً أن الفنون تترافق مع التقدم الثقافي والعقلي والحضاري للشعوب، وأدب الأطفال مهمّ جداً في بناء شخصية الطفل وتنمية ثروته اللغوية وتعميق وعيه وتخليصه من أمراض متعدّدة.
وتحدث الخواجة عن بداياته في تلمّس الدخول إلى المسرح تمثيلاً وكتابة، ودور البيئة في دعم مسيرته الإبداعية وإلى بعض القضايا التي دعمت مسيرته في مجالي قصة وشعر الأطفال، وقدّم شرحاً حول الربط بين علم نفس الطفل وإبداع أدب الأطفال.
بدوره قدّم الدكتور راتب سكر نماذج أدبية عدة تتصل بشعر ومسرح الأطفال اللذين اشتغل عليهما الدكتور الخواجة، ويعتبر العمل المسرحي قائماً على النص الشعري والحوار المسرحي، والتنويع مهمّ جداً للأطفال، وأن الجمع بين الأغنية والحوار المسرحي يساعد في إبعاد الملل عند الطفل، منوهاً بأن كل نص مسرحي لدى الخواجة مؤلف من عدة لوحات، وتبدأ المسرحية بالتشويق من الصفحة الأولى، وأن موضوعاته تنطلق من الواقع الطفولي، من عمق حياة الأطفال وألعابهم وتفاصيلهم، يبث فيها قيماً أخلاقية ووطنية واجتماعية بشكل بسيط وقريب من مفاهيمهم، وينقل روح التعاون والإيجابية إلى الأطفال، وهم يمثلون ويلعبون ويعدّون مسرحياتهم ويقدمونها ويشعرون بمتعة اللعب، لأن أدب الطفل له ذاكرة حيّة من التجارب.
وأشارت مديرة الندوة الأديبة والشاعرة أميمة إبراهيم إلى أنه في فترة الحرب التي مرت علينا كان الطفل هو الضحية والأكثر تأثراً، فما شهده وعايشه سيترك عدة مشكلات نفسية وصحية تتبدى على شكل أمراض اجتماعية، ومن الضروري اليوم العمل على دعم الأطفال بكل السبل المتاحة، وهذه ليست مسؤولية فردية بل جماعية تقع على عاتق الدولة بكل مؤسّساتها ومنظماتها وهيئاتها للمشاركة في خلق نموذج خاص لأدب الطفل.