دعوات دولية لسحب القوات الأجنبية من ليبيا تحشر النظام التركي في الزاوية
دعا مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس جميع الدول الأعضاء فيه إلى ضرورة الالتزام بحظر السلاح المفروض على ليبيا وكذلك المساعدة على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، بينما تكابد السلطة الانتقالية لتأمين مرحلة انتقالية محفوفة بالتحديات، فيما شدد المجلس كذلك على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في الرابع والعشرين من كانون الأول القادم، وتسود شكوك حول قدرة حكومة الوحدة بقيادة عبدالحميد الدبيبة على إتمام الاستحقاق الانتخابي في موعده.
وتأتي جلسة مجلس الأمن الشهرية حول ليبيا بينما يثقل الوجود العسكري للنظام التركي وعدم سحب أنقرة للآلاف من مرتزقتها من الساحة الليبية، على جهود إنجاح المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات في موعدها.
وتحشر هذه الدعوات تركيا في الزاوية بينما تقول الأخيرة إن وجودها العسكري “شرعي” متذرعة باتفاقية أمنية وقعتها مع حكومة الوفاق الليبية السابقة وهي حكومة لم تكن تحظى بشرعية كاملة في ظل الانقسامات بين شرق وغرب ليبيا ومؤسسات اقتصادية وعسكرية برأسين.
وشدد المجلس في بيان تلاه رئيسه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان “على ضرورة إجراء الانتخابات وفقا للجدول الزمني الذي وضعه ملتقى الحوار السياسي الليبي”، داعيا السلطات الليبية إلى اتخاذ إجراءات فورية لتوضيح الأساس الدستوري للانتخابات المقررة في كانون الأول القادم.
كما أعرب المجلس في بيانه عن قلقه البالغ إزاء تأثير الوضع في ليبيا وخاصة المنطقة الجنوبية، على البلدان المجاورة ولا سيما منطقة الساحل.
ونبّه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش إلى أن البلاد تشهد “حالة جمود” على الصعد السياسية والأمنية والمالية، علما أنها يفترض أن تنظم انتخابات عامة نهاية السنة لكنها صارت موضع تساؤلات متزايدة. وقال المسؤول الأممي خلال الاجتماع الشهري للمجلس “إنني قلق للغاية من التشعب الواسع لحالة الجمود على الصعيد السياسي الانتخابي”.
وفشلت 75 شخصية ليبية من كل الأطياف، اختارتهم الأمم المتحدة في إطار مسار المصالحة، في الاتفاق على شروط الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وأضاف يان كوبيش “أرجأت اللجنة العسكرية المشتركة التي تسمى 5 + 5، إعادة فتح الطريق الساحلي لربط شرق البلاد وغربها احتجاجا على عدم القدرة على اتخاذ قرارات تسهل إجراء الانتخابات في موعدها، واحتجاجا على الجمود لجهة انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية”.
ودعت روسيا على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي إلى إجراء الانتخابات في موعده، مطالبة بانسحاب “كل القوات الأجنبية” بطريقة “تدريجية ومتزامنة” من أجل “ضمان عدم اختلال توازن القوى على الأرض”.
وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إن هناك “تفاؤلا حذرا” تجاه تطور الوضع في ليبيا، مشيرا إلى “بوادر أمل” بدأت تتكون.