مفكرون عرب: خطاب الرئيس الأسد علامة فارقة داخلياً وإقليمياً
البعث – سنان حسن:
صدى خطاب السيد الرئيس بشار الأسد بعد تأديته القسم الدستوري وصل إلى كل أنحاء الوطن العربي، حيث عبّر مفكرون وسياسيون عرب عن المعاني الكبيرة لخطاب الرئيس الأسد، ووصفوه بالدقيق لما جرى ويجري في سورية والمنطقة، وتضمن الخطوط العريضة التي من ستكون عنوان المرحلة المقبلة في سورية خلال الفترة القادمة، والتي جاءت متطابقة مع شعار حملته الانتخابية “الأمل بالعمل”، وبيّنوا أن الرئيس الأسد كان شفافاً في توصيف القضايا الملحة، وعلى جدول أعمال السوريين داخلياً، دون أن يغفل المحيط العربي والارتباط فيه وحيوية فكرة العروبة والقومية العربية في تشكيل وعي عربي قادر على انتشال الأقطار العربية وشعوبها مما هي فيه اليوم.
ثمن المقاومة أقل بكثير من ثمن الاستسلام
الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح قال: خطاب القسم للرئيس بشار الأسد شكّل نوعاً من خارطة الطريق للمرحلة القادمة، حيث بدأ بتوجيه التحية للشعب العربي السوري، الذي حما الوطن وصانه وحفظ الوحدة الوطنية في سورية، وأكد أن هذا الشعب يمنح دروس بالشرف والعزة والديمقراطية وهذا ما عبر عنه من خلال انتخاب الرئيس الأسد لأنه اختار من وقف وصمد وواجه الأخطار والمواجهة رغم أن أعداء الوطن كانوا يريدون التعميم بالفوضى وتقسيم الأرض والمؤسسات، لكن الشعب أطلق رصاصة الرحمة على المشروع المعادي حين وقف في معركة بطولية وجودية بمواجهة الإرهاب على مدى تراب سورية، وقد أكد الرئيس الأسد أن التفاعل مع الانتخاب على مدى سورية من جميع أبنائها وعشائرها وعائلاتها وأفرادها يعتبر وعياً وطنياً عميقاً لمصيرية هذا الاستحقاق، وأضاف: أن العروبة الجامعة هي الفكرة التي توحد المجتمع بجميع أطيافه وأعراقه وطوائفه لأن العروبة تتمكن من استيعاب أبناء المجتمع، وأننا نخسر عندما نصدق أن النأي بالنفس عن قضايا أمتنا هو الذي يقينا عن المواجهة والاستهداف ولكن هذا الأمر مجافي للحقيقة لأن ثمن الحقيقة والمقاومة أقل بكثير من ثمن التنازل والاستسلام.
خطاب شفاف وصريح
الدكتور أسامة إسماعيل دبلوماسي وسياسي فلسطيني من واشنطن: أكد أن خطاب الرئيس بشار الأسد كان شفافاً ومباشراً في الطرح والتوصيف والتحليل، بداية من الحديث عن الوعي لدى الشعب السوري وكيف استطاع بصلابته وقدرته على المواجهة في تقديم نموذج للعالم في الصمود وحب الوطن وتفويت الفرصة على أعداء سورية في إسقاط الدولة ومؤسساتها الدستورية والوطنية.. وكيف استطاع الشعب السوري في إسقاط المشروع التركي في سورية، مضيفاً: الرئيس الأسد حدد توجهات المرحلة القادمة لسورية والسوريين من الاعتماد على الإنتاج والاستثمار في كل المجالات لمواجهة الحصار وتأمين كل مستلزمات الحياة، موضحاً أن التكنولوجيا الحديثة، من خلال المضي قدماً بالحكومة الإلكترونية، ستكون البوابة لتجاوز كل عوائق الفساد الذي لابد من الاستمرار في مكافحته وتطهير مؤسسات الدولة منه.
رسائل كبيرة
بدوره قال المفكر العربي المصري أسامة دليل: هذا خطاب تاريخي وهو خطاب تحددت كثير من ملامح المستقبل وأتصور أن أهم ما قيل في الخطاب هو ما يتعلق بالمصطلح والواقع على الأرض ومسألة أن يعيش الناس واقعهم وألا يخدعوا بالمصطلحات، وأرى أن ما ذهب الرئيس في هذا الاتجاه كان تكليفا أو أجندة فيما يتعلق بدور الإعلام في بناء المستقبل وأنه ينبغي نتوخى الحذر مع المصطلحات، وأن معركة البناء والتنمية والقضاء على الفساد وزيادة الإنتاج كل هذه المعارك هي أجندة عمل للإعلام.. أتصور أن يبدأ بها والكل عليه مسؤوليات والكل لديه ما يجب أن يشارك فيه، وأضاف: إن هذا الخطاب فارق وهو علامة مهمة يستدعي الكثير من التأمل سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي لأنه كانت به رسائل كبيرة وخطيرة فيما يتعلق بالوضع الجيوسياسي للمنطقة بأسرها.
العنفوان وإرادة النصر
بدورها دعاء صالح باحثة بالثقافة الشعبية من مصر قالت: قد يكون مكرراً إن قلت أن خطاب الرئيس الأسد كان قسماً على إجتراح النصر من قلب المعاناة والصمود الذي طال، وإصراراً على استرجاع التراب الوطني السوري كاملاً طاهراً من الدنس التركي والأمريكي وعملائهما، وأضافت: أوصل الخطاب إلى العالم أجمع اليوم مفاعيل الصمود والانتصار السوري، وكما لفت نظري ذاك العنفوان وإرادة النصر والكرامة في خطاب السيد الرئيس؛ أعود وأثمن إيمانه واحترامه لشعبه، ولا يسعني إلا التقدم بعظيم الشكر لسيادته لتفهمه لواقع الشعوب بالأقطار العربية المختلفة، مفرقاً بين معظم الشعب العربي وبين بعض من قياداته المنبطحة المستسلمة لإملاءات العدو الأمريكي، ولتكرار تأكيده على مركزية فلسطين في وجدان سورية قلب العروبة النابض.