جدل بين الطلاب والعمادة حول الامتحان “التعجيزي” لدكتوراه اللغة الانكليزية؟!
دمشق – لينا عدرة
أثارت طبيعة الأسئلة الامتحانية التعجيزية حفيظة الطلاب المتقدمين لامتحان القيد بالدكتوراه للغة الانكليزية في المعهد العالي للغات بجامعة دمشق، ما أثار جدلاً بين عميد المعهد العالي للغات والطلاب الذين وصفوا الأسئلة بالصعبة للقواعد المطلوبة التي هي -على حد قولهم- شواذ اللغة الانكليزية، إضافة إلى صعوبة النصوص والكلمات، حسب ما جاء في الشكوى التي أوضح فيها الطلاب أنها، باعتراف بعض أساتذة المعهد نفسه، تناسب مستوى ماجستير باللغة الانكليزية، مطالبين بإنصافهم ووضع منهاج محدد للدراسة منه، إضافة إلى النظر في إمكانية فصل الفروع العلمية عن غيرها، والاهتمام باللغة الانكليزية لكل اختصاص بمعزل عن بقية الاختصاصات كامتحان يركز على المصطلحات والأمور الطبية التي لها علاقة باختصاص الصيدلة والطب على سبيل المثال.
وتحدث عدد من الطلاب لـ “البعث” عن نسب النجاح المتدنية التي لم تتجاوز في الامتحان الأخير الذي صادف بتاريخ 6/7/2021، 27%، بينما لم تتجاوز نسبة النجاح في دورة أيار32%، مؤكدين أن عدداً كبيراً منهم تقدم للامتحان عدة مرات ورسب، رغم تحضيرهم واتباعهم دورات من قبل أساتذة المعهد نفسه، ليضطر عدد منهم لإعادة الامتحان لأربع أو خمس مرات، ما جعلهم في حالة استغراب وإحباط، خاصة مع تحقيق نسب نجاح جيدة في معاهد اللغات العليا في محافظات أخرى؟!.
وبالمقابل يرى الدكتور علي اللحام، عميد المعهد العالي للغات في جامعة دمشق، أن ما تضمنته شكوى الطلاب عن صعوبة الأسئلة، ونسب النجاح المتدنية، مناف للحقيقة جملة وتفصيلاً، مقدماً عرضاً عن نسب النجاح في آخر ست دورات امتحانية، والتي كانت نسبة النجاح في آخر دورة فيها المصادفة بتاريخ 6/7/2021، 27%، لتصل في أيار إلى 32%، وفي الدورات الأربع السابقة لدورة أيار على التوالي: 44%، و40%، و53%، وصولاً لـ 44% لدورة أيلول 2020، موضحاً أن نسب النجاح في حال تجاوزت 20% تعتبر نسباً ممتازة، لأنهم غير ملزمين بنسب نجاح محددة، مبيّناً أن الامتحان غير موحد بين معاهد اللغات العليا في الجامعات السورية، توصيفه فقط هو الموحد، أما ما يخص فصل الفروع العلمية عن غيرها من الاختصاصات فهو مُحقق من خلال نظام الشرائح المعمول به وفق قرار مجلس التعليم رقم 1020/لعام 2013، ليتساءل اللحام: كيف سيتمكن طالب الدكتوراه الذي يعتبر مشروع باحث من إكمال بحثه ونشره خارجاً إذا كان لا يجيد اللغة الانكليزية؟
أما التفصيل المتعلق بصعوبة الأسئلة قواعدياً، والكلام مازال للحام، فهي أساسيات القواعد التي يدرسها الطلاب في المدرسة، ومن ثم يعيدون مراجعتها في المرحلة الجامعية، وليست حالات شاذة تخص طلاب الماجستير، كما ورد في الشكوى، وربما تكمن المشكلة حسب رأيه في تجاهل الكثير من الطلاب لأهمية اللغة، في حين أنهم لا ينتبهون إلى أهميتها إلا عند اضطرارهم لتقديم امتحان المقدرة العلمية للتسجيل في الماجستير، أو اختبار القيد في درجة الدكتوراه، لتبقى هذه الشكوى مقتصرة على طلاب لا يجيدون اللغة، ولم يولوها اهتماماً خلال سنوات دراستهم؟!
أما عن آلية الاختبار الذي يجريه المعهد فهو عبارة عن 65 سؤالاً بطريقة الاختيار من متعدد، يُوزع على أربع شرائح رئيسية في اللغة، شرائح تم الاتفاق عليها مع عمداء معاهد اللغات تحقيقاً لرؤيتهم للمستوى اللغوي المناسب المطلوب من الطلاب الراغبين بالتسجيل في درجة الدكتوراه، لذلك وبانتظار الوصول لقرار نهائي لهذه الشكوى نترك البت بالأمر لوزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة دمشق لتحقيق العدالة المطلوبة، بما يتناسب مع الرؤية العلمية والمنهجية المناسبة.