لا يمكن ترك أفريقيا وحدها
تقرير إخباري
فازت أوروبا والولايات المتحدة بالتنافس على اللقاحات، فقد تمّ إعطاء أكثر من 3 مليارات جرعة من لقاح كوفيد 19 في جميع أنحاء العالم، ولكن مع تقدم الحملة تتخلف إحدى القارات كثيراً عن البقية وهي القارة الأفريقية موطن 17% من سكان العالم، حيث مثلت الجرعات المعطاة لها أقل من 2% حتى الآن.
في التدافع على اللقاحات تصدّرت الدول الغنية، فيما تعرضت القارة الأفريقية لضربة عندما أوقفت الهند التي طغت عليها موجة من الإصابات تصدير جرعات “أسترازينيكا” المصنّعة من قبل أكبر مورد لـ”كوفاكس” وهو معهد سيروم في الهند. ومع عدم احتمال استئناف الشحنات حتى نهاية عام 2021 فإن سبع دول فقط من أصل 54 دولة أفريقية في طريقها لتحصين 10% من سكانها بحلول أيلول القادم.
إن تعهد مجموعة الدول السبع الكبرى بالتبرع بمليار جرعة خلال العام المقبل مرحب به، لكنه لا يقدم سوى القليل في أماكن مثل أوغندا وزامبيا، حيث ينتشر الفيروس ولكن الموارد المطلوبة للاستجابة -اللقاحات والأكسجين والتشخيص وأسرّة العناية المركزة- ليست متوفرة.
تتزايد عواقب ندرة اللقاح يوماً بعد يوم مع اكتشاف متغيّر “دلتا” شديد العدوى في 16 دولة، بالإضافة إلى أن حملة التلقيح في أفريقيا التي تعثرت بسبب الوعود “المنكوثة” والاعتماد على الموردين الأجانب تعكس الافتقار الحاد إلى التضامن العالمي، فالقارة التي لديها أكبر عبء من الأمراض المعدية لديها أقل قدرة على صنع الأدوات اللازمة لتقليله.
مؤخراً، حدّدت دراسة استكشافية ثماني شركات أفريقية فقط “تتمتع بقدرات تصنيع لقاحات حالية أو محتملة”، ويمكن لمعظمها تنفيذ الخطوات النهائية فقط مثل التعبئة والتغليف ووضع العلامات والتوزيع، مقابل استيراد أكثر من 99٪ من اللقاحات التي يتمّ إعطاؤها في القارة من الخارج، مما دفع مؤلفي الدراسة إلى التحذير من أن “الاعتماد على الموردين خارج أفريقيا هو مصدر ضعف” في مواجهة تفشي المرض.
من ناحية أخرى يوضح انتشار المتغيرات الخطيرة واحتمال تضاؤل المناعة أن الإستراتيجية التي تعتمد فقط على التبرعات بالجرعات لن تكون كافية، لذلك تتطلب معالجة الوباء في نهاية المطاف توسعاً هائلاً في إمدادات اللقاحات العالمية، الأمر الذي يتطلب بدوره توسيع القدرة التصنيعية العالمية، ويجب على الأقل بناء بعض هذه القدرة في أفريقيا.
هناء شروف