حركة خجولة في أسواق السويداء.. ومبادرات تزرع الأمل
السويداء- رفعت الديك
من يراقب الأسواق في السويداء يجد حالات ازدحام وإقبال كثيفين عليها، هذا بالشكل العام، ولكن إذا ما تمّ الاقتراب أكثر من مضمون هذا الحراك نجده وهمياً في محاولة من المواطن إيهام نفسه وأسرته بمتعة التسوق، إلا أن الحراك الشرائي في ظل الأسعار المرتفعة للألبسة ولكل أنواع الحلويات، والموالح، بات خجولاً جراء القدرة الشرائية المحدودة لمعظم أهالي المحافظة، والتي لا تتناسب على الإطلاق مع الأسعار الفلكية، الأمر الذي دفع المواطنين للتوجّه نحو البسطات لشراء حاجيات العيد.
وأشار عدد من المتسوقين لـ”البعث” إلى أن سعر الكيلو الواحد من السكاكر طبعاً ضمن محال بيع الحلويات تراوح ما بين ٥٠٠٠ إلى ٧٠٠٠ ليرة، بينما سعر الكيلو الواحد من البيتفور بلغ نحو ٧٠٠٠ ليرة وهو المشغول بالسمن النباتي، أما المشغول بالسمن الحيواني فسعر الكيلو الواحد منه تجاوز ١٠ آلاف ليرة، وكذلك أسعار البرازق والغريبة وغيرها من الأصناق التي اعتادت طاولات العيد على وجودها.
طبعاً يتحدث المواطن هنا عن أسعار المواد المنتشرة على البسطات والمحلات العادية، أما المحلات المخصّصة للطبقات المخملية فممنوع الاقتراب!.
وبالعودة إلى بند الملابس والتي اشتكى المتسوقون من التحليق الكبير لأسعارها التي باتت خيالية، فقد وصل سعر مبيع البنطال الشبابي إلى نحو ٣٠ ألف ليرة وكذلك النسائي. بينما القميص وصل سعر مبيعه إلى نحو ٢٥ ألف ليرة، وكذلك كنزة النسائي، أما سعر الحذاء فقد وصل إلى نحو ٢٠ ألف ليرة طبعاً الحذاء الوسط، أما النوعية الجيدة فسعره تجاوز ٤٠ ألف ليرة.
وأضاف بعض المتسوقين: يحتاج ربّ الأسرة الذي لديه خمسة أطفال في سن ١٤ سنة إلى نحو ٢٥٠ ألف ليرة لشراء ألبسة فقط لهم، ولفت هؤلاء إلى أن هناك الكثير من الأسر تعود من حيث أتت لعدم قدرتها على شراء احتياجات العيد، وخاصة ذوي الدخل المحدود.
وسط هذا الغلاء نجد هناك مبادرات تستحق الوقوف عندها، أهمها دعم المغتربين للأسر المحتاجة في المحافظة. قد لايكون هناك رقم دقيق لحجم هذا الدعم، ولكن المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يستطيع إحصاء أكثر من ٢٠٠ مليون ليرة تمّ توزيعها على الأسر في كافة قرى وبلدات المحافظة، مقدّمة من مغتربين وتوزع عن طريق الجمعيات الخيرية أو لجان متخصّصة بهذا الشأن.
يقول أحد أعضاء مبادرة “إيد بإيد” إن المبادرة جمعت خلال عدة أيام نحو ٥ ملايين ليرة تمّ توزيعها على الأطفال المحتاجين في محاولة لزرع البسمة على وجوههم ورسم البسمة في قلوبهم، كما تمّ توزيع مبلغ ١٠٠ ألف ليرة لمئات الأسر في شهبا مقدّمة من مغتربين بهدف غرس الأمل في نفوس أبناء المجتمع.
عضو المكتب التنفيذي السابق بشار نصار أشار إلى الحراك الاجتماعي الذي يشهده العيد، ويهدف إلى ترميم جراح أبناء المجتمع عبر تقديم المعونات العينية والنقدية، حيث يشكّل العيد محطة للبسمة والراحة والاطمئنان وجمع الأقارب، ويعزّز أواصر المحبة، ولكنه لايزال مثقلاً بهموم الوطن وأزمته. ومن خلال المجتمع الأهلي والجمعيات الخيرية نجد أن هناك حراكاً اجتماعياً كبيراً لترميم الجراح، مشيراً إلى محاولات التجار توفير المواد بأسعار مقبولة.
طبعاً هذا هو المشهد العام لأجواء العيد، محاولات للالتفاف على تلك الأجواء واختزالها إلى الحد الأدنى من النفقات، مع محاولات لإضفاء جو من المرح والبهجة، والإصرار على التمسّك بالأمل هو سيد الموقف في التعامل مع يوميات العيد التي يجدها كثيرون بوابة للتخلص من الهموم.