مفكرون عرب لـ “البعث”: الرئيس الأسد جعل من المسألة الوطنية جزء لا يتجزأ من المسألة القومية
البعث – سنان حسن:
ما يزال صدى خطاب الرئيس بشار الأسد عقب أدائه القسم الدستوري يتردد في جميع أنحاء الدول العربية، حيث أكد مفكرون عرب أهمية الخطاب في إعادة التأكيد على الثوابت العربية السورية، والتي تشكل الرافعة للمشروع القومي العربي، فسورية هي قلب العروبة النابض.
خارطة طريق لمستقبل سورية والأمة العربية
الدكتور محمد سيد أحمد أستاذ الاجتماع السياسي جامعة عين شمس قال: الرئيس الأسد أكد على ثوابت سورية وتمسكها بالمشروع القومي العروبي المقاوم، رغم أن هذا المشروع تخلى عنه البعض واعتبروا المتمسك به خاسراً، وأضاف: هرولة الحكام العرب نحو التطبيع مع العدو الصهيوني والوقوف على الحياد وإتباع سياسة النأي عن النفس لا يعني أنهم بعيدين عن الاستهداف، وشدد: لقد قاومت سورية وخاضت الحرب دفاعاً عن كرامتها وعن استقلال قرارها الوطني، ولن تتوقف عن خوض معركة تحرير كامل التراب الوطني، وتابع: سورية بتحالفاتها الإقليمية والدولية استطاعت الصمود وإجهاض المشروع العدواني، مؤكداً أن الرئيس الأسد برؤيته الواضحة هو الزعيم العربي الوحيد الذي يمكن أن يعيد إحياء وقيادة المشروع القومي العربي، الذي يعتبر فلسطين وجهته الرئيسية، معتبراً أن خطاب الرئيس الأسد أصبح خارطة طريق لمستقبل سورية والأمة العربية.
بدوره قال علي المحطوري عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية إن خطاب القسم خارطة طريق لكل شعب ينشد السيادة والكرامة والعدالة الاجتماعية، وحديث الرئيس عن استعداد الدولة لدعم المقاومة بأشكالها كافة، وفي المقدمة منها المسلحة، لطرد الاحتلال الأمريكي والتركي هو موقف مبدئي ينسجم مع موقف الدولة السورية تجاه المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وأضاف: الرئيس الأسد وقف مع شعبه ضد الغزاة والمحتلين، ومع أمته في قضية فلسطين، وبفضل ذلك صمدت سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، وذهب المتآمرون والمعتدون إلى مزبلة التاريخ.
إعادة الروح إلى الجسم العربي
بدوره قال المحلل السياسي التونسي هاشمي كنايسي: مثلما كان متوقعاً جاء الخطاب الذي انتظره الجميع للرفيق المقاوم البطل بشار حافظ الأسد مزلزلاً ومجدداً على كل الأصعدة تقريباً، وأضاف: أهمية هذا الخطاب تكمن في كونه تعالى على المنطق الاحتفالي بالانتصار في الانتخابات إلى ما هو أعمق وأهم وأنفع وهو مستقبل سورية الحبيبة في العشرية القادمة وقدرتها على النهوض وبناء أفق سياسي واجتماعي واقتصادي يحتاجه الشعب السوري اليوم، وأكد أن وحدة سورية كوطن استعصت على الخونة والأعداء وعلى مختلف قوى الشر العالمية بفعل عقيدة الجيش وصمود الرئيس الأسد واستبسال الشعب السوري وصبره، الذي انتهى بإجراء انتخابات 26 حزيران التي قدمت للعالم كله أروع صورة عن سورية وهي تعانق رئيسها المنتخب، وأردف: لقد كان خطاب القسم مزلزلا من حيث: إعادة الروح إلى الجسم العربي الذي نحرته الانقسامات، وذلك عبر تأكيد القائد الأسد في خطابه على الثوابت السورية الوطنية والثوابت العربية العروبية، وخاصة احتلال فلسطين الحبيبة كل هذا الحيز في كلمة الرئيس المقاوم بشار الأسد بصفتها القضية الأم والقضية المحورية والمركزية لدى كل العرب دون استثناء، والأمر الثاني إبراز قدرة الشعب السوري على الانخراط الذي سيكون نوعيا في إعادة النهوض بسورية، وليس إعادة بناء سورية، لأن سورية قائمة ومنتصبة وحرة ومستقلة وستظل كذلك، وانتعاشتها واستعادتها لوهجها الامني و الاقتصادي لن يكون إلا من داخل سورية، وهذه أيضاً رسالة مهمة لكل الحالمين التعساء بتغيير من خارج سورية، فسورية هي لكل السوريين والتغيير عند سيادة الرئيس داخلياً أو لا يكون، مع الترحيب بمساعدات قوى الخير العالمية التي تحترم سورية وشعبها.. والأمر الثالث توسع الرئيس بشار الأسد في الحديث عن الفساد والفاسدين وكل من ستخول له نفسه خاصة من المسؤولين الكبار استغلال أزمة سورية الاقتصادية لسرقة قوت الشعب. والأمر الرابع هو وضوح الرئيس الأسد خاصة في ما يتعلق بسياسة سورية الداعمة للمقاومة ولو كانت مسلحة ضد الغاصبين والمحتلين الأمريكان وبيادقهم من عملاء وخونة وذلك حتى يتم تطهير سورية من آخر جرذ فيهم.
وأضاف: هكذا ننظر إلى أهم ما جاء في الخطاب المرجع، ففي هذا الخطاب تحدث الرئيس بشار كما لم يتحدث في بقية خطاباته، كان ليناً حين تناول مسائل تهم التخفيف من معاناة الشعب السوري، وكان صارماً جداً حين توقف عند الانتهازيين وتجار الأزمات، كان موفقاً بشكل لافت وعرف كعادته كيف يجعل من المسألة الوطنية جزء لا يتجزأ من المسألة القومية، كان يقرأ أمام الجميع مستقبل سورية النيّر ونهوضها المرتقب في قادم السنوات، وبشار إذا قال صدق وإذا وعد وفى..
خطوط عريضة
بدوره اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة المصرية سابقاً قال: لقد كان الخطاب شاملاً لكل التفاصيل الداخلية السورية راسماً خطوط عريضة لمرحلة إعادة الإعمار سورية في كل المجالات، إضافة إلى أنه أعاد التأكيد على ثوابت ومبادئ سورية في المنطقة العربية من الحفاظ على خيارها المقاوم في وجه مشاريع التطبيع والهرولة وأن القضية الرئيسية للعرب تبقى فلسطين وأنه مهما كان ثمن المقاومة فهو أقل بكثير من ثمن الاستسلام والخيانة، وأضاف أن سورية رمانة ميزان المشرق العربي ورمز صموده وتعافيه، والرئيس الأسد بخطابه أشار بوضوح إلى أهمية التعافي الاقتصادي كبوابة لاستعادة كامل الأدوار التي تضطلع بها دمشق في المنطقة، مبيناً أن تعافي سورية وانتصارها النهائي على الإرهاب سينعكس إيجاباً على لبنان استقراراً وعلى فلسطين دعماً للمقاومة وعلى العراق أيضاً.
من جانبها قالت شيماء أحمد الباحثة في العلوم الإنسانية: إن خطاب القسم تأكيد على أن الشعب العربي السوري قد أحسن الاختيار بتجديد العهد للقائد الذي وقف في مواجهة العدوان الكوني الذي استمر لسنوات، حيث يعد الرئيس الأسد مثالاً للعديد من الرؤساء على المستوي الإقليمي والدولي، بتأكيده على سيادة بلاده والحفاظ عليها أمام الخاطر والحروب والإرهاب، وتابعت: إن الخطاب قد تضمن العديد من الجوانب الهامة، منها المواجهة الاقتصادية والتي تتمثل في الصمود أمام الحصار الاقتصادي وكسره بالصمود السوري، مؤكداً أن إعادة البناء والإعمار جزء أصيل من السياسات السورية.
كما قال عضو المكتب السياسي للحزب الناصري محسن عطية: إن الرئيس الأسد قد قدّم خريطة متكاملة لحل كافة الأزمات، لا التي تعاني منها سورية وحدها فحسب، بل تلك التي تعاني منها المنطقة، وقد أكد على أهمية السيادة الشعبية باعتبار الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وهو من يقدم التضحيات من أجل الحفاظ على الوطن، كما حذّر من تسرب الخيانات في الجسد الوطني وذلك بالحفاظ على القيم المجتمعية التي يسعى الاستعمار وأصحاب الأجندات الخارجية على تغييبها لصالح تنفيذ مخططاتهم، لافتاً إلى أن الرئيس الأسد تحدث عن عمليات إعادة الإعمار التي تؤكد بأن سورية ستبقى قوية رغم مؤامرات الخارج.