إرث بوش في أفغانستان
تقرير إخباري
خلال مقابلة له مع مؤسسة “دوتشيه فيله” قبل أيام، وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان بالقرار “الخطأ”، مضيفاً أنه يخشى أن تتعرض النساء والفتيات الأفغانيات لأذى لا يوصف، كما أنه قلق بشأن المترجمين وأولئك الذين قدموا الدعم للقوات الأجنبية في أفغانستان، وقال: “سوف يتركون ليذبحوا من قبل هؤلاء المتوحشين، وهذا يحطم قلبي”، حسب تعبيره.
تشير تعليقات بوش إلى حركة طالبان، التي تحقق مكاسب كبيرة بالاستيلاء على أجزاء كبيرة من الأراضي في جميع أنحاء البلاد، وسط الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي -الذي يفترض أن ينجز بحلول 31 آب– أي بعد 20 عاماً من التدخل العسكري والذي أمر به بوش بنفسه.
لقد بدأت القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي الانسحاب من أفغانستان في أوائل أيلول الماضي، وبحسب المؤسسة العسكرية الأمريكية، فإن انسحاب القوات الأمريكية قد اكتمل بنسبة 90٪ ، وقال الرئيس بايدن: إنه سينتهي بحلول 31 آب. وكانت ألمانيا أعلنت في نهاية شهر حزيران الماضي أنها سحبت جميع قواتها من البلاد وأغلقت قنصليتها العامة في أفغانستان. كما أعلنت إيطاليا انتهاء مهمتها في أفغانستان، وأعادت بولندا بالفعل جميع قواتها إلى البلاد، كما أخلت القوات الأمريكية وقوات الناتو في 2 تموز الجاري قاعدة “باغرام الجوية” في كابول، والتي كانت في يوم من الأيام مركزاً لعمليات الجيش الأمريكي في البلاد.
تم تسليم السيطرة السياسية والعسكرية إلى الحكومة الأفغانية، التي كان من المفترض أن تجري محادثات سلام مع طالبان، لكن طالبان تشن هجوماً واسعاً، لا سيما في المناطق الريفية بأفغانستان للسيطرة على المزيد من الأراضي.
وبدوره، استبعد بايدن الأسبوع الماضي الحاجة إلى المزيد من التدخل في البلاد، زاعماً أن الولايات المتحدة حققت أهدافها في إيقاع الإرهابيين الذين هاجمونا في 11 أيلول وتطبيق العدالة على أسامة بن لادن، وإبعاد التهديد الإرهابي، مضيفاً لم نذهب إلى أفغانستان لبناء الأمة، إنه حق ومسؤولية الشعب الأفغاني وحده أن يقرر مستقبله وكيف يريد أن يدير بلاده.
عندما سألت “دوتشيه فيله” الصحفي علي لطيفي الذي يقيم في كابول عن تعليقات بوش، قال: “أعتقد أنه من المثير للاهتمام، قلقه المفاجئ بشأن النساء والأطفال”، مضيفًا “أن حربه جعلت الكثير من النساء أرامل والكثير من الأطفال أيتام”.
ورداً على سؤال حول الإرث الذي خلفته الحرب في أفغانستان، قال الصحفي علي لطيفي: “لابد من التساؤل حول الإرث، أليس كذلك؟ في الحقيقة، لا تزال طالبان قادرة على تشكيل تهديد للحكومة وقوات الأمن، حقيقة أننا ما زلنا نواجه هذه المعارك وحقيقة أننا ما زلنا نسأل عما يمكن أن يحدث للنساء، والأطفال، والمترجمين الفوريين، كما تعلمون، بعد 20 عاماً – هذا هو الإرث “.
سمر سامي السمارة