بين الإمتاع والفائدة.. تفاعلية الأطفال مع مسرحية “السجادة العجيبة”
دير الزور: خالد جمعة
يشهد مسرح المركز الثقافي العربي بدير الزور حراكاً مسرحياً متميزاً خلال أيام عيد الأضحى المبارك عبر أربعة عروض يرافقها سكتشين غنائيين اعتمدت عليها لوضع الأطفال في أجواء المسرح والتي جمعت بين الإمتاع والفائدة، حيث تقيم مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة مهرجاناً لمسرح الطفل في مديريات الثقافة بالمحافظات تحت عنوان “مهرجان فرح الطفولة”. ورغم حرارة الطقس وتجاوزه لمعدلاته إلا أنها تمازجت مع العرض الأول لمسرحية (السجادة العجيبة) وأعطتها الحرارة التفاعلية مع الأطفال الذين تابعوا بشغف التفاصيل والحوارية وحركات الممثلين والموسيقى والإضاءة.
ضرام سفان مؤلف ومخرج العمل تحدث قائلاً: القصة مأخوذة من التراث العربي، تطرح قيماً مهمة تكاد تندثر، سيما وأن التكنولوجيا هي المسيطرة على جيل بأكمله بما تحمله من سلبيات وإيجابيات.
الحكاية تقول أن ثمة ملك يبحث عن زوجة للأمير الشاب نور فيقع اختياره على ابنة سائس الأحصنة التي بدورها ترفض الزواج من الأمير إلا إذا تعلم صنعة، ويتعلم الأمير صناعة السجاد ويصبح أمهر صانع سجاد في البلاد وذات يوم تقوم عصابة من قطاع الطرق بخطف الأمير نور لتكون الصنعة التي تعلمها هي المنقذ له عبر خط درامي مشوق وسلس يناسب الطفل والأسرة معا فهذا النوع من المسرح يصنف ضمن مسرح الأسرة.
مدرب الرقصات الفنان صادق فياض أضاف: حاولنا الخروج عن المألوف في هذا العرض المسرحي وقدّمنا سكتشين غنائيين (يابو مرعي – هلك ومستهلك) وهي من التراث الغنائي العربي المميز وهي بسيطة يستطيع الأطفال تأدية حركاتها وهي نسخة عن الأصل لكنها بتوقيع أطفال دير الزور، والمسرح بالمجمل هو لغة المشافهة وكل طفل داخل الصالة كان يتمنى أن يقف على الخشبة ويكون هو الممثل والمؤدي والمغني، وهذا بحد ذاته يكسب الأطفال دافعاً ويؤسس لحركة مسرحية جديدة افتقدتها دير الزور لأكثر من عشر سنوات.
عن دوره في المسرحية قال الممثل أحمد جنيد: على الرغم من أن دوري في المسرحية ليس محورياً، إلا أنه دور ارتكازي من خلال عصابة قطاع الطرق التي أقودها، إنه دور متفرد له مساحته الخاصة في مفردات المعنى والمغزى، فالشخصية التي يلعبها الفنان خلال العرض سواء كانت سلبية أم إيجابية يجب أن تكون مؤثرة وتنطبع في أذهان الحضور وهذا ما تلمسته بعد العرض مع بقية شخصيات المسرحية.
أحمد اليساوي مدير المركز الثقافي أشار إلى مدلولات العمل المسرحي بشكل عام ومسرحية السجادة العجيبة بشكل خاص، حيث تعمل على تنامي الفعل الثقافي بشكل عام وترسيخه لدى الأطفال وخصوصاً انه يحب المسرح بكافة أشكاله لأنه يعبر عن رغباته وميوله.
أحمد العلي مدير ثقافة دير الزور أشاد بالمسرحية قائلاً: يجدر بنا أن نعتز بهذه الفرقة المسرحية وغيرها من النشاطات الثقافية المختلفة والتي تخلق حراكاً ثقافياً رويداً رويداً، والذي سوف تكون نتائجه ذات مؤشرات بيانية جيدة ترتفع بالاستمرارية، فالمسرحية جاءت ضمن مهرجان فرح الطفولة الذي تقيمه وزارة الثقافة في كافة المحافظات في محاولة لجذب الطفل إلى المسرح والترفيه عنه أيام العيد وهذا بحد ذاته رؤية بعيدة المدى في تكريس الفعل الثقافي عموماً.
يُذكر أن المسرحية ستتابع عروضها خلال أيام عيد الأضحى المبارك وهي من تمثيل: أحمد جنيد، إيناس سفان، مهيار كريم، مجد فياض، رؤى الحاج موسى، مجد المرهج، آدم فرح، أحمد خليوي، حنين العلي، ماتيلدا سفان.
صوت: خالد طارش، إضاءة: خلود السيد طه، أزياء: رنا الحمود، مساعد مخرج: فرح حمادة، ديكور: مازن علوش، تدريب الرقصات: صادق فياض.