أخبارصحيفة البعث

في ظل تدهور الأوضاع في أفغانستان.. طاجيكستان تجري مناورة قتالية

في ظل التطورات الأخيرة في أفغانستان، حشدت طاجيكستان، اليوم الخميس، جيشها للتحقق من جهوزية عناصره، في مناورة قتالية هي الأولى من نوعها في هذا البلد الواقع بآسيا الوسطى، وذلك على وقع تدهور الوضع في أفغانستان المجاورة.

ووضع عناصر الجيش وقوات الأمن وكذلك أفراد الاحتياط، أي ما مجموعه 230 ألف عسكري، في حالة تأهب في أنحاء البلاد كافة للمشاركة في التدريب الذي يحمل اسم “مارز-2021”. وتجمع كافة الجنود في منطقة جرى فيها التحقق من استعدادهم للقتال، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية.

ونقلت قنوات التلفزة والإذاعة الرسمية مباشرة على الهواء المناورة التي أشرف عليها الرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمن.

وقال الرئيس رحمن في كلمة ألقاها في ختام المناورة: “لا يزال الوضع في أفغانستان، تحديدا في المناطق الشمالية المحاذية لبلدنا، غير مستقر للغاية، ويزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة”. وأضاف: “هذا الوضع المعقد بهذا الشكل هو سابقة منذ 43 عاما من المواجهة المستمرة في أفغانستان”، وألقى باللوم على “التدخل الخارجي بأفغانستان المتواصل منذ أربعين عاماً”، مؤكداً أنه “لا يمكن حل النزاع هناك إلا بوسائل سلمية”.

وفي السياق نفسه، صرح نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، أن موسكو جاهزة عند الحاجة لاتخاذ إجراءات لمنع شن أي عدوان ضد طاجيكستان، ولذلك يجري العسكريون الروس تدريبات في هذه الجمهورية.

وقال رودينكو في حديثه لوكالة “نوفوستي”: “عند الحاجة ستتخذ روسيا كل الإجراءات الضرورية لمنع شن عدوان أو تنظيم أي استفزازات إقليمية، وفقاً لروح الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وطاجيكستان”. وأضاف أن وزارتي الدفاع وهيئتي حراسة الحدود للبلدين تجري اتصالات نشيطة باستخدام آليات منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وأشار إلى أن “العسكريين الروس المرابطين في القاعدة العسكرية الـ201 في جمهورية طاجيكستان يجرون مناورات عسكرية تكتيكية مخططة وغير مخططة”.

وشدد على أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة في تعزيز القدرة الدفاعية لطاجيكستان لاحقاً أيضاً. ودقق: “إننا بلا شك سنواصل تقديم المساعدة في تعزيز القدرة الدفاعية لطاجيكستان، سواء في شكل ثنائي، أو في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي المؤرخ في 23 أيلول عام 2013، لتعزيز الحدود الطاجيكية الأفغانية، والذي يعد أهم آلية لضمان الأمن للحدود الجنوبية لهذه المنظمة”.

كما أعلن رودينكو عن تنسيق روسي متواصل مع أوزبيكستان بشأن الوضع في أفغانستان، مؤكداً جهوزية بلاده لتقديم المساعدة الضرورية لطشقند في حال وجود طلب رسمي. وأضاف: “طبعاً يثير تصعيد توتر النزاع الأفغاني الداخلي وتأثيره السلبي على الدول المجاورة في آسيا الوسطى قلقاً لدينا، لذلك نحن على اتصال دائم مع زملائنا الأوزبيكيين، إن أوزبيكستان حليفتنا وشريكتنا الاستراتيجية ولها حدود مشتركة مع أفغانستان، ونحن جاهزون لتقديم مساعدة إضافية لأصدقائنا، إذا كانت هناك الحاجة وطلب رسمي من القيادة الأوزبيكية”.

تأتي هذه التصريحات بعدما أعلن مسؤول عسكري روسي أن روسيا وأوزبكستان وطاجيكستان ستجري تدريبات مشتركة في الفترة من 5 إلى 10 آب المقبل في جنوب طاجيكستان على بعد 20 كم من الحدود مع أفغانستان.

قائد المنطقة العسكرية المركزية في الجيش الروسي العقيد ألكسندر لابين، وفي تصريحات للصحافيين قال: “في أوائل آب سنشارك في تدريبات مشتركة مع وحدات عسكرية تابعة للقوات المسلحة لجمهوريتي طاجيكستان وأوزبكستان في ميدان التدريب حرب ميدون”. وأضاف قائلاً: “أثناء التدريبات سنعمل على التحضير لإجراء عمليات قتالية بمجموعة مشتركة من القوات لهزيمة وحدات للتنظيمات المسلحة غير الشرعية تتوغل في أراضي دولة حليفة”.

ولم يتم بعد الكشف عن عدد العسكريين الذين سيشاركون في التدريبات المرتقبة.

وأوضح المسؤول الروسي أن المجموعة العسكرية الروسية المشاركة في المناورات ستتكون بشكل أساسي من وحدات القاعدة العسكرية رقم 201 المتمركزة في طاجيكستان، والتي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية روسية في الخارج.

وستضم القوات الروسية المشاركة في التدريبات وحدات للمشاة الميكانيكية الجبلية والدبابات والمدفعية، بالإضافة إلى مجموعات من الوحدات الخاصة، ومتخصصين من قوات الحماية من الإشعاعات والأسلحة الكيميائية والبيولوجية ومجموعات متنقلة للحرب الإلكترونية.

وتشهد أفغانستان حالياً مواجهات بين القوات الحكومية وحركة طالبان، التي تسيطرون على مناطق ريفية واسعة وتشن هجمات متواصلة على مدن أفغانية كبيرة.

وتزداد حدة التوتر في أفغانستان على خلفية وعود الإدارة الأمريكية بإنهاء عملية سحب قواتها من الأراضي الأفغانية قبل 11 أيلول القادم.