رياضةصحيفة البعث

قرار تأجيل كأس آسيا يرسم أكثر من إشارة حول مستقبل السلة السورية

لم يمض على القرار الذي اتخذته اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة حول تحديد أعمار اللاعبين المشاركين بكأس الجمهورية تحت الـ27 سنة سوى أسبوع واحد، والحجة أن هذا القرار يصب بمصلحة اللعبة، الجميع تفاءلوا بأن القرار من شأنه أن يفيد لاعبي منتخبنا الوطني للرجال الذي تأهل لكأس آسيا المقبلة، حيث كان الإصرار من قبل بعض أعضاء اللجنة المؤقتة لتمرير هذا القرار الخاطئ بنظر الكثيرين، لكن التفاؤل ذهب أدراج الرياح، لاسيما أن “المتفائلين” تلقوا صدمة موجعة، خاصة بعد أن أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة السلة تعديلاً على روزنامة فعالياته، وتم تأجيل بطولة نهائيات كأس آسيا للرجال التي كانت مقررة في جاكرتا- أندونيسيا في شهر آب المقبل إلى شهر تموز من العام القادم 2022، ويأتي قرار التأجيل هذا حفاظاً على سلامة المنتخبات المشاركة في البطولة بعد تفشي فيروس كورونا في أندونيسيا بشكل كبير، مع العلم أن منتخبنا ينتظره استحقاق مهم في شهر تشرين الثاني المقبل، حيث سيدخل معترك تصفيات كأس العالم، وستتضح صورة المنتخبات المشاركة في الأيام القليلة القادمة عبر ثلاثة مستويات.

الآن، وبعد أن تم تأجيل البطولة، هناك أمور عدة تنتظر سلتنا بدءاً من ترتيب البيت الداخلي، مع الإشارة إلى أن هناك قضايا استراتيجية بحاجة من القائمين على اللعبة للوقوف عندها، فقد عانت اللعبة كثيراً خلال الأشهر الماضية، ولم نلمس فيها سوى التركيز على قضايا المنتخب الأول، وأهم ما ينتظر اللجنة المؤقتة والقائمين على سلتنا هو تقريب موعد المؤتمر الاستثنائي لانتخاب اتحاد كرة سلة جديد، كي يبدأ الموسم الجديد، ولدى سلتنا قاعدة  ترتكز عليها للمرحلة المقبلة، وتنتظرها أعمال كبيرة، منها على سبيل المثال الانتهاء من تجهيز صالتي الفيحاء والحمدانية الدوليتين، لأن استحقاق تصفيات كأس العالم ينتظرنا في شهر تشرين الثاني المقبل، وفرصنا (وحقوقنا فيها باللعب على أرضنا) يجب أن نقاتل لأجلها بشراسة عندما ننتهي من نظام “الفقاعات” التنظيمي، وأن يتم العمل لإحداث تغييرات كبيرة فيما يسمى ظلماً بـ “الصالة الرياضية” في حمص بأرضيتها، ومدرجاتها، ونظام التهوية “غير النظامية”، وسلاتها المهترئة، وضرورة وضع نظام إداري جديد احترافي متخصص يحوّل كرة السلة إلى صناعة بدل أن تبقى تحت رحمة التطوع و”الهبات”، ووضع آلية تسمح بعودة المحترف الأجنبي للدوري المحلي، لأن مستويات لاعبي منتخبنا بلغت حدها مع الفاينال، ومازالت دون الطموح، وتغيير نظام المسابقات، وتطوير عمل اللجان الخاصة بالاتحاد، والبدء ببناء منتخبات فئات عمرية  مع مدربين أجانب متفرغين، والبحث عن المواهب الشابة (تحديداً طوال القامة) عبر استقدام مدرب مهارات فردية متفرغ، هي مسألة ضرورية جداً كنا ننتظرها من اللجنة المؤقتة، لكن المعنيين فيها فشلوا فشلاً ذريعاً في تبديل صورة عمل أسلافهم.

سبق أن أشرنا في أكثر من مناسبة إلى أن قرار تأجيل كأس آسيا سيضر بمصلحة اللعبة واللاعبين، فالبطولة لن تقام إلا بعد عام كامل، وهو وقت لا يصب بمصلحة لاعبي المنتخب، خاصة أن أعمارهم الآن كبيرة، وقد لا تتم الاستفادة منهم بالبطولة (المؤجلة)، أي أننا سنكون قد فقدنا أهم عناصر المنتخب، وعليه لابد من التفكير منذ الآن بإعداد منتخب شاب قادر خلال عام إذا ما توفرت له الظروف في تطوير المستوى الفني للاعبين بدلاً من الاعتماد على لاعبين كبار في السن، كما سبق أن قلنا مراراً إن على القائمين على سلتنا وضع دراسة متأنية قبل إصدار أي قرار من شأنه أن يضر باللعبة واللاعبين، كما نتمنى أن يعي أصحاب القرار أهمية اتخاذ القرارات الصائبة قبل اتخاذ أي قرار من شأنه أن يعيد سلتنا إلى غياهب النسيان، ولكن يبدو أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة مصرة على الاستمرار في التجاوزات والتخبطات باتخاذ القرارات.

 

عماد درويش