واشنطن تنهي المهام القتالية في العراق
سينتقل دور القوات الأميركية المتبقية في العراق من المهام القتالية التي تنتهي بنهاية العام الحالي، وفق ما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلى مهام المشورة والتدريب.
ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع تنفيذ قرار بايدن الانسحاب الكامل من أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عاماً على شن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تلك الحرب، وبعدها، بأقل من عامين، بدأ بوش احتلال العراق.
وهذا أول لقاء بين بايدن والكاظمي، الذي يواجه ضغوطاً داخلية بسبب الوجود الأميركي في العراق، لكن حصوله على إعلان رسمي لجدول زمني لانسحاب الأميركيين من البلاد يعطيه دفعاً سياسياً، قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نيابية مبكرة.
وشهد اللقاء وفق بيان رئاسة الوزراء العراقية، “التأكيد المتبادل على انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين إلى مهام الاستشارة والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية، وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية، وعدم وجود القوات القتالية بحلول يوم 31 من كانون الأول للعام الجاري 2021″، لكن وسائل إعلام أميركية أشارت إلى أن الانسحاب سيكون في الواقع إعادة تحديد لمهام القوات الموجودة في العراق، بحلول نهاية العام.
كما شهد اللقاء “تأكيد دعم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، على مسار إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل”.
أمّا البيان الختامي المشترك بين العراق وأميركا، فقد أكد أن “دور القوات الأميركية سيقتصر على المساعدة التدريبية والاستخباراتية للعراق”، مشيراً إلى أنه “لن يكون هناك وجود لأي قوات قتالية أميركية في العراق بحلول نهاية 2021”. وتابع البيان الختامي المشترك أن “الولايات المتحدة تؤكد من جديد احترامها لسيادة العراق وللقوانين العراقية”، في حين أكدت “الحكومة العراقية من جديد التزامها بحماية أفراد التحالف الدولي”، وفق البيان.
وذكر البيان المشترك أن “القواعد التي تستضيف أفراداً أميركيين ومن التحالف الدولي هي عراقية وتحت قوانين العراق”، مشدداً على أن “وجود الأفراد الدوليين في العراق هو فقط لدعم حكومة العراق في الحرب ضد تنظيم داعش”.
وكانت الولايات المتحدة والعراق قد اتفقا في نيسان الماضي على أن انتقال الولايات المتحدة إلى مهمة التدريب وتقديم المشورة، يعني أن الدور القتالي للولايات المتحدة سينتهي، لكنهما لم يتوصلا إلى جدول زمني لاستكمال هذا الانتقال، مع العلم بأن هذا الإعلان جاء قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية المقرّر إجراؤها في 10 تشرين الأول.
ورفضت فصائل عراقية تصريحات واشنطن التي قالت بأن الوجود الأميركي في العراق لا يزال مطلوباً لمواجهة تنظيم “داعش”، وتمسّكت بخروجٍ كامل لقواتها.
ولا يزال حوالي 2500 عسكري أميركي متواجدين في العراق وتُرسل الولايات المتحدة أيضاً بشكل متكرر إلى البلاد قوات خاصة لا تُعلن عن عديدها.
ورداً على إعلان بايدن، أعرب نائب الأمين العام لحركة “النجباء” نصر الشمري عن “عدم ثقته بالأميركيين”، مؤكداً أن “الحركة لا توافق على أي وجود لقواتهم”.
وشدد الشمري على “رفض الوجود الأميركي”، مطالباً بـ”الخروج الكامل للقوات الأميركية”، وأضاف: إن “الموقف الرسمي العراقي كان جيداً بأن العراق لا يحتاج لقوات أميركية”، مشيراً إلى أن “الجرائم الأميركية في العراق، ولا سيما اغتيال القادة، كانت تتم عبر القوات الجوية”، وأشار إلى أن “وصف الجماعات التي تطالب بإخراج القوات الأميركية بالأقلية غير واقعي”، لافتاً إلى أن “البرلمان العراقي صوّت بالأغلبية لإخراج القوات الأميركية وهو يمثل معظم العراقيين”، وتابع أن “القوات الأميركية في العراق لم تعط إنذاراً مبكراً لاجتياح “داعش” لأكثر من ثلث البلاد، ولم تقدّم أي مساعدة في مواجهة “داعش”.
وأكد القيادي في حركة “النجباء” أن “من يتمسك بالوجود الأميركي في العراق يسعى لتضخيم حجمه بدعم خارجي”، متسائلاً: “من الذي يضمن ألا يجري تعزيز القوات الأميركية في العراق تحت عنوان المستشارين؟”، واعتبر أن “الأجواء العراقية تقع تحت سيطرة القوات الأميركية”، وقال: “ليس هناك استهداف إسرائيلي لمواقع عراقية بل هو تبادل للأدوار مع القوات الأميركية”، ولفت إلى أنه “سيستمر استهداف القوات الأميركية في العراق حتى بعد تغيير المسمى”.