الاجتماع السوري الروسي.. لقاءات عمل في قطاعات التربية والثقافة والعدل والجمارك والطاقة
دمشق _ بسام عمار- ريم ربيع:
استكملت اليوم أعمال الاجتماع السوري الروسي المشترك لمتابعة أعمال مؤتمر عودة اللاجئين، بعقد عدة ورشات ولقاءات عمل بين الجانبين السوري والروسي في قطاعات التربية والثقافة والعدل والجمارك والطاقة، وذلك في قصر المؤتمرات بدمشق.
تطوير طرق تعليم اللغة الروسية ورفع كفاءة المدرسين
فقد عقدت وزارتا التربية السورية والروسية ورشة عمل حول تطوير أساليب تدريس اللغة الروسية في المدارس السورية ورفع كفاءة المدرسين لها.
وذكر معاون وزير التربية عبد الحكيم حماد أن التعاون والتنسيق بين الوزارتين أثمر نتائج مهمة في هذا المجال إلى جانب تبادل المعلومات والمقترحات الخاصة بذلك، مشيراً إلى أن الوزارة أدخلت تعليم اللغة الروسية إلى منظومة التعليم التربوي قبل ستة أعوام، حيث تم البدء بستة مدارس بدمشق وغيرها من المحافظات واليوم بلغ عدد المدارس التي تعلم اللغة الروسية 217 مدرسة، وبلغ عدد الطلاب الذين يتعلمونها أكثر من 30 ألف طالب، ولدينا خطة تعاون واعدة لجهة تعليم اللغة الروسية مستقبلاً، ونحن مستعدين لتوسيع التعاون في هذا المجال، مبيناً أنه يوجد فريق مختص لتخطيط وتطوير تدريس اللغة الروسية. وأضاف أن الطلاب المتفوقين بتعليم اللغة الروسية يتم إرسالهم إلى روسيا، والوزارة مستعدة لتقديم كل الدعم والعون للطلاب الروس الذين يتعلمون اللغة العربية في روسيا.
من جهتها أعربت ممثلة وزارة التربية الروسية إيفيلينا خادوش عن سعادتها والوفد المرافق لتواجدها في سورية لمناقشة هذا الموضوع الهام وخلال الفترة القادمة سيكون هناك زيارات متواصلة، والوزارة مهتمة جداً للتعاون مع وزارة التربية السورية في مختلف المجالات لاسيما تعليم اللغة الروسية، مشيدة بالتطور الذي حصل في مجال عدد الطلاب الدارسين للغة الروسية وعدد المدارسK منوهة إلى استعداد الوزارة لتقديم كل الدعم والعون لتطوير اللغة الروسية في سورية وتدريب المدرسين ورفع كفاءتهم، وأن هناك دراسة لاستقبال 40 طالب متفوق سوري في اللغة الروسية في روسيا، وأن هناك 2000 طالب روسي يتعلمون اللغة العربية.
كما قام ممثلون عن “صندوق العلم الروسي” بتسليم مجموعة من الكتب والأدبيات التربوية والمنهجية الروسية إلى وزارة التربية السورية لإنشاء مكتبات لإغناء مدرسي مادة اللغة الروسية في سورية والطلاب المهتمين، حيث وقع الجانبان وثيقة تسليم الكتب، وألقى عدد من الأطفال السوريين مجموعة من القصائد باللغة الروسية.
ثلاثة اتفاقيات قيد التوقيع
وعقد كل من ممثلي وزارتي العدل السورية والروسية ورشة عمل، أوضح على هامشها معاون وزير العدل القاضي تيسير الصمادي أنه سيتم تدقيق ثلاث اتفاقيات مع الجانب الروسي لتوقيعها لاحقاً، حيث تتعلق الاتفاقيات بنقل وتسليم المحكومين والمجرمين وبعض القضايا الجزائية، مبيناً أن وزارة العدل دائماً ما تسعى لتوقيع اتفاقيات مشابهة مع جميع الدول لاسيما الصديقة منها لتنسيق كل مايتعلق بالأمور الجزائية.
من جانبهم أشار ممثلو وزارة العدل الروسية إلى أهمية التعاون في المجال القانوني بين البلدين منوهين بالتنسيق والمناقشة التي تمت معربين عن أملهم بأن يكون التعاون مثمرا وناجحا كما كان في السابق.
مناقشة التعاون في مجالات الدفاع المدني والجمارك
كما تمت مناقشه آفاق التعاون بين المديرية العامة للدفاع المدني ووزارة الطوارئ الروسية، حيث أكد اللواء سعيد العوض المدير العام للمديرية أن هناك رغبة كبيرة لتطوير علاقات التعاون بين الجانبين لجهة تدريب الكوادر المدنية والعسكرية السورية في الأكاديميات المختصة، وتبادل المعلومات والخبرات والزيارات، حيث سيتم تأطير ذلك من خلال الاتفاقية التي ستوقع مستقبلاً، والتي تتضمن بنداً مهماً بخصوص التدريب للكوادر السورية بشكل مجاني في روسيا.
من جهته أعرب ممثل وزارة الطوارئ الروسية رامان سرغييف عن سعادته بزيارة سورية ولقاء المعنيين بالدفاع المدني، مبيناً أن هذا اللقاء كان ناجحاً ومثمراً وتم وضع خارطة طريق للتعاون بين الجانبين، مبدياً رغبة الجانب الروسي بتقديم كل الدعم والعون للجهات المعنية بالدفاع المدني بسورية.
ومن جانب آخر ناقش ممثلو إدارتي الجمارك السورية والروسية التعاون الجمركي فيما يتعلق بمكافحة التهريب وتسهيل التبادل التجاري، حيث أوضحت صفاء إبراهيم مدير العلاقات الدولية في المديرية العامة للجمارك السورية أن اللقاء مع الجانب الروسي تضمن التنسيق للتعاون الجمركي مع ممثلين لإدارة الجمارك الروسية، ومتابعة الاتفاق حول الممر الأخضر لتسهيل التبادل التجاري بين البلدين، مشيرة إلى أن الجانب الروسي قدم عرضاً للتعاون في مجال مكافحة التهريب.
تعاون اعلامي
ناقش الجانبان السوري والروسي مجالات التعاون في الإعلام ووسائل التواصل وتطوير المحتوى الإعلامي والاتصالات، حيث بيّن معاون وزير الإعلام أحمد ضوا أن الوزارة والمؤسسات التابعة لها لديها الرغبة والاستعداد لتوسيع التعاون الإعلامي مع المؤسسات الإعلامية الروسية بشكل عام والإعلام الوطني الروسي بشكل خاص، موضحاً أنه يوجد تعاون حالي بين بعض المؤسسات الإعلامية بالبلدين منوها الى أن التطور السريع للاتصالات يتطلب تطوير التعاون بشكل أكبر كذلك المواقف السياسية تتطلب الأمر ذاته لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب .
مديرة التعاون الدولي والاتصالات في وزارة الاتصالات والتقانة الروسية لارينا ايكاترينا جينا ديفنا أكدت أنه من خلال هذه الزيارة تولدت الكثير من الانطباعات الجيدة حول سورية وأن التعاون بين الجانبين انطلق الى مرحلة جديدة والمؤتمر اليوم هدفه المساعدة بإعادة الحياة الطبيعية لسورية مشيرة الى أن التعاون وتبادل المعلومات يساعد في إيضاح الحقائق عما يجري في سورية لاسيما وأن وسائل الاعلام لا تظهر الحقيقية منوهة الى ضرورة أن يشمل التعاون الإعلامي وسائل التواصل الاجتماعي وأن لا يكون التعاون شكلي بل استراتيجي لاسيما وأن هناك مجالات عديدة للتعاون مبينة أن الوزارة جاهزة لاقامة مشاريع لتاهيل وتدريب الإعلاميين في مجال الاعلام البديل والاعلام التلفزيوني وإقامة برامج مشتركة والتعاون الإذاعي والحصول على تعليقات للأحداث الجارية منوهة الى استعداد الوزارة كذلك لتدريب وتاهيل كبار المسؤولين والقيادات العليا حول كيفية التعامل مع وسائل الاعلام عند وقوع أحداث لجهة التصريحات والبيانات.
تفعيل خط حلب كراسنودار الجوي
وضمن فعاليات الاجتماع المشترك السوري الروسي، تمّ في مطار حلب الدولي توقيع مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للطيران المدني في سورية وشركة النقل واللوجستيات الروسية “افياديلو”.
وبين مدير المؤسسة العامة للطيران المدني السوري المهندس باسم منصور أن الهدف من مذكرة التفاهم تفعيل رحلات الطيران الجوية بين سورية وروسيا الاتحادية حيث تعمل الآن الخطوط الجوية السورية وشركة أجنحة الشام للطيران بين دمشق وموسكو وعبر هذه المذكرة سيتم العمل على تفعيل خط حلب كراسنودار في روسيا الاتحادية ما يسهم بتدفق حركة النقل الجوي والبضائع والركاب وينعكس إيجاباً على الفعاليات الاقتصادية والصناعية.
بدوره أوضح وليد أبو شهلا المدير العام لشركة النقل واللوجستيات الروسية افياديلو أن تفعيل حركة النقل والخطوط الجوية بين روسيا الاتحادية وسورية يشكل خطوة مهمة لتعزيز التعاون في مجالات الشحن الجوي وزيادة وتفعيل التبادل التجاري لتغذية الأسواق الروسية والسورية بالبضائع واختصار الزمن في نقل الركاب وحركة الشحن. وقال ارتيوم بيتيه مدير العلاقات الخارجية في شركة افياديلو: “بالتعاون مع وزارة النقل في سورية تم وضع خطة عمل لإعادة حركة الطيران وفتح الخطوط الجوية بين روسيا الاتحادية وسورية” معرباً عن أمله بإعادة فتح جميع الخطوط الجوية بين البلدين في القريب العاجل.
بعد ذلك اطلع الوفد الروسي من شركة افياديلو على واقع حركة النقل الجوي في مطار حلب الدولي وزار صالات قدوم المسافرين والمغادرين وشحن البضائع ومدى جاهزية المطار لنقل الركاب والشحن الجوي.