دراساتصحيفة البعث

الدولة العميقة.. ووباء كورونا

تقرير إخباري

كشف فيديو يتضمن وثيقة أرشيفية مدتها 5 دقائق لخطاب الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي ألقاه في 27 نيسان 1961، قبل وقت قصير من اغتياله، عما كان يحدث بالفعل وراء الكواليس في بلاده وفي جميع أنحاء العالم، حيث تحدث بقوة عن التأثير الخطير لـ “الجمعيات السرية”، ولم يكن كينيدي الرئيس الأمريكي الوحيد الذي ذكر هذه الجمعيات “السرية”، وهي جماعات الضغط العابرة للحدود في كثير من الأحيان، والتي تؤثر على مسار الأحداث على هذا الكوكب، بل كان قبله الرئيس أيزنهاور الذي حذّر بلاده في 17 كانون الثاني 1961 من التأثير الضار المحتمل لما أسماه حينها “المجمع الصناعي العسكري”.

بالطبع، لا يمكن للمرء أن يستحضر هذه الموضوعات بهدوء دون اتهام مجموعة وسائل الإعلام الغربية الكبرى والسائدة بـ “التآمر” مع هذه المجمعات واللوبيات، حيث أصبحت مساعداً مخلصاً ومتميزاً “للدولة العميقة” التي سيطرت تدريجياً على صناعة القرار الغربي عموماً، وغدت تضع وتزيح رؤساء الدول الغربية الكبرى اليوم.

وبحسب مراقبين، فإن هذا الموضوع مهم للغاية، ويجب أن يشكّل خلفية لأي تفكير في الأحداث الكبرى التي تهم كوكب الأرض اليوم، سواء كانت تتعلق بالجغرافيا السياسية، أو الاقتصاد، أو الأزمة الصحية، أو تجسس القادة الكبار في هذا العالم.

إن قوة اللوبيات العابرة للحدود والعولمة، المدعومة بالتكنولوجيا وفساد النخب الوطنية التي روّجت لها و”احتفظت بها” هذه اللوبيات نفسها، قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ البشرية، ففي الولايات المتحدة، سمحت أحداث 11 أيلول 2001 للسلطة التنفيذية، مستغلة الخوف الذي تروّج له وسائل الإعلام، بتنفيذ إجراءات صارمة بحجة “الأمن القومي”، وأصدرت (قانون باتريوت) الذي لايزال ساري المفعول حتى اليوم.

لقد أصبح “وباء  كورونا” اليوم ذريعة تروّج لها وسائل الإعلام لفرض المزيد من الإجراءات القاتلة للحريات بالقوة، إلى حد إنشاء تصريح صحي يسمح بمراقبة أفضل للسكان الذين يعتبرون “متمردين”، وبحسب محللين فإنه من الواضح أن الأهمية المعطاة لقضية وباء كورونا تتعلق بالفساد لدى النخبة السياسية التي تحكم دولاً ومنظمات معينة مثل المنظمات الدولية، وجماعات الضغط المتواطئة التي تسيطر على حزمة وسائل الإعلام السائدة في هذه البلدان نفسها.

 هيفاء علي