عاصفة مروعة تضرب إيطاليا.. وبَرَد بحجم التفاح يتسبب في خسائر فادحة
ضربت عاصفة مروعة مدينة بارما في شمال إيطاليا، رافقها نزول حبات برَد بأحجام كبيرة، ما تسبب في خسائر مادية كبيرة، وأظهرت فيديوهات وصور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي نزول كميات من حبات البرَد بأحجام كبيرة، فيما أكد عدد من خبراء البيئة والبنية التحتية أن لندن ليست جاهزة لمواجهة تغيرات المناخ التي يشهد العالم نتائجها، وذلك بعد الفيضانات التي غمرت العديد من مناطق وشوارع العاصمة البريطانية.
وتراكمت مئات السيارات على الطريق السريع الرئيسي الشمالي لمدينة بارما، بعد أن تضررت جراء العاصفة الضخمة التي خلفت العديد من الجرحى.
وتظهر مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت قوة العاصفة والخسائر التي خلفتها.
ووردت أنباء عن وقوع عدة حوادث اصطدام سيارات، فيما أصيب بعض الأشخاص بجروح طفيفة بسبب الزجاج المكسور.
وتوقفت حركة المرور على الطريق السريع لعدة ساعات بسبب الطقس، حيث لم تتمكن فرق الإنقاذ من البدء بمهامها بشكل فوري.
أصيب صاحب متجر يبلغ من العمر 78 عاماً في بلدة ريجيو إيميليا في مقاطعة لوزارا بعد أن تسبب الطقس بسقوط نافذة متجره عليه. وتم نقله إلى المستشفى.
كما أصيب ثلاثة أشخاص في مدينة مودينا، بعد أن اصطدمت شاحنتهم بأحد الأشجار المتساقطة.
ولم تقتصر العاصفة على تدمير منازل الناس وممتلكاتهم فحسب، بل دمرت أيضاً الحقول وكروم العنب والبساتين في المنطقة، حيث قُدرت الأضرار التي لحقت بالزراعة بملايين الدولارات.
لكن في الوقت الذي يتعرض فيه شمال إيطاليا للبرد والعواصف، يعاني جنوب البلاد من قلة الأمطار منذ حوالي ثلاثة أشهر حتى الآن.
هذا وتعرضت أوروبا لطقس قاس هذا الصيف، حيث تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات غير مسبوقة في ألمانيا وبلجيكا والنمسا وعدة دول أخرى من بينها إيطاليا، ما أدى إلى وفاة 217 شخصاً على الأقل، معظمهم في ألمانيا.
وفي هذا السياق يقول بعض الخبراء أن لندن، مثل العديد من المدن الكبرى الأخرى في أوروبا والعالم، لم تعد مستعدة لمواجهة التغيرات المناخية، إذ جرى بناء أجزاء كبيرة من المدينة على سهل فيضي وبالاعتماد على نظام صرف صحي من العهد الفيكتوري، غير قادر على تحمل هذا النوع من الأمطار الغزيرة.
وأعربت ليزا ستيفنز، الأستاذة المساعدة في قسم الجغرافيا والبيئة في جامعة ريدينغ، عن قلقها العميق من اضطرار أقسام الطوارئ بالمستشفيات إلى الإغلاق بعد أن غمرتها المياه، مؤكدة ضرورة أخذ جميع الإجراءات والاحتياطات للتأكد من أن البنية التحتية الحيوية ليست في خطر”. وقالت: إن قدرة السلطات المختصة على تحديد مخاطر فيضانات المياه السطحية ليست جيدة، مشيرة إلى أن خرائط مخاطر الفيضانات في المياه السطحية في المملكة المتحدة لم يطرأ عليها أي تحسين بشكل واضح منذ العام 2013، وذلك رغم توفر تقنيات أكثر، ورغم نشر العديد من التقارير التي تؤكد على المخاطر المتزايدة.
ووفقا لهيئة لندن الكبرى، يواجه ما نسبته 17% من مناطق العاصمة أخطاراً مرتفعة أو متوسطة للفيضانات، علماً أن تلك الأحياء يقطنها نحو مليون نسمة.
من جانب آخر، أوضح العديد من خبراء البنية التحتية أن انتشار الأسطح الأسمنتية والخرسانية في العديد من المدن الأوروبية، والاعتماد على أنظمة صرف صحي قديمة، سيزيد من أضرار الفيضانات فيها عند هطول الأمطار الغزيرة.
وهنا، يقول جيس نيومان، عالم الهيدرولوجيا بجامعة ريدينغ: “العواصف الرعدية الصيفية ليست حدثاً جديداً، ولكن أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الآثار المتفاقمة للفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة لها آثار مدمرة في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء أوروبا”، معتبراً أن “شدة وتواتر الفيضانات هو تحذير صارخ بأننا لسنا مستعدين للتعامل مع تغيّرات المناخ”.
إلى ذلك، نشرت مجلة متخصصة بالطبيعة الكونية دراسة جديدة عن التغييرات البيئية والمناخية التي سيكون لها تأثير مباشر على درجات الحرارة على الأرض خلال السنوات القادمة.
وذكرت مجلة Nature Climate Change في دراستها بشأن تغير المناخ أن السنوات القادمة ستشهد تغييرات مؤثرة على صعيد الحرارة والطقس على كوكب الأرض، مشيرة إلى أن درجات الحرارة سترتفع ستزيد مع السنوات تدريجيا.
وقال صاحب الدراسة إريك فيشر الباحث في المدرسة التقنية العليا السويسرية إنه “نظرا لأننا نمر بفترة ازدياد الحرارة على الكوكب بشكل سريع للغاية، فنحن بحاجة إلى الاستعداد لمزيد من الأحداث المتعلقة بالحرارة والتي ستتجاوز الأرقام القياسية السابقة بهامش كبير”.
وبحسب الدراسة، اعتاد العلماء الانتباه إلى مقدار ارتفاع درجة الحرارة، حيث كان من المعتقد أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة قل عدد السجلات التي يتم تعيينها لفترة زمنية طويلة ومحددة.
وخلصت الدراسة أنه حتى لو توقفت تماماً الانبعاثات الضارة في الغلاف الجوي، فسيحظى الكوكب بوقت للراحة في السنوات العشر القادمة، ولا يتعلق الأمر فقط بالأيام الحارة التي تحطم الرقم القياسي والتي ستظهر أكثر فأكثر، ولكن أيضاً حول ما يسمى بـ “الظواهر الجوية المتطرفة” مثل الفيضانات الأخيرة في أوروبا.
وأضافت الدراسة فقط بعد عقدين سيبدأ الطقس في العودة تدريجياً إلى طبيعته، مؤكدة أن بمعدلات الانبعاث الحالية سترتفع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 3 درجات مئوية بحلول عام 2100.