روسيا تقدّم للأمم المتحدة أول مشروع قرار لمكافحة الجرائم السيبرانية
قدّمت روسيا اليوم أول مشروع اتفاقية في العالم بشأن مكافحة جرائم الإنترنت والاستخدام غير القانوني للعملات المشفرة إلى اللجنة الخاصة في الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الخدمة الصحفية لمكتب المدعي العام في روسيا قوله: “إن موسكو قدّمت إلى اللجنة الخاصة للأمم المتحدة مشروع اتفاقية بشأن مكافحة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض إجرامية مع الأخذ بالاعتبار التحديات والتهديدات الحديثة في مجال أمن المعلومات الدولي والاستخدام غير القانوني للعملات المشفرة”.
من جهته أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أن بلاده تسعى إلى تحويل الأمن السيبراني إلى ساحة للتعاون مع الولايات المتحدة، مشدداً على أنه لا علاقة لها بالموجة الأخيرة من هجمات القراصنة على المنشآت الأمريكية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن شدّدا في اتصال هاتفي منتصف الشهر الجاري على الحاجة إلى التعاون البنّاء في مجال الأمن السيبراني.
في سياق آخر، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الولايات المتحدة الأمريكية إلى “إزالة آثارها” من العراق وليبيا وأفغانستان وسورية ردّاً على تصريحات لنائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال جون هايتن.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في منشور على تلغرام اليوم: “ربما قبل تركيز جسم الولايات المتحدة على التهديدات في منطقة الشرق الأوسط ينبغي عليها إزالة آثارها الصغيرة في العراق وليبيا وأفغانستان وسورية”، وذلك في إشارة إلى دور أمريكا التخريبي في المنطقة والعالم.
وكان هايتن صرّح في وقت سابق أنه “على الولايات المتحدة التي ترى التطورات في أفغانستان والعراق ألا تتجاهل التهديدات في الشرق الأوسط، بل أن تتعامل معها بشكل مختلف وتترك آثاراً صغيرة حتى يكون جسمنا أكثر تركيزاً على التهديدات من الصين وروسيا”.
ورجّحت زاخاروفا أن تكون عملية اغتيال رئيس هايتي جوفينيل مويز مرتبطة بمفاوضاته مع الصين بشأن توريد اللقاح المضاد لفيروس كورونا وموقف واشنطن منها، وقالت: “من غير المستبعد أن الأمريكيين علموا باتصالات بكين مع بورت أو برانس التي بأمس الحاجة إلى اللقاحات، وفي الوقت الذي كان فيه سكان هايتي يتوفون بسبب فيروس كورونا كان أمام عيني رئيس هايتي مثال جمهورية الدومينيكان التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية وقطعت العلاقات مع تايوان وحصلت على المساعدة في محاربة فيروس كورونا”.
وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان أنه بعد اغتيال مويز اختبأ عدد من منفذيه في البعثة الدبلوماسية لتايوان، وقالت: “وصل قسم كبير ممن تم توقيفهم إلى جزيرة هايتي على متن الطائرة من كولومبيا التي تعتبر منذ سنوات أحد معاقل تأثير واشنطن في أمريكا اللاتينية، والتذاكر تم شراؤها ببطاقة اقتراض لشركة (سي تي يو سيكيورتي) الأمنية الخاصة من ولاية فلوريدا”.
وأضافت زاخاروفا: كثيراً ما تتمتع بغطاء الشركات الأمنية شركات عسكرية خاصة ومرتزقة يستخدمهم الأمريكيون لتحقيق أهدافهم في مختلف المناطق في العالم، مؤكدة أن الشركة المذكورة كانت متورّطة في محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حسب معلومات الاستخبارات الفنزويلية.
وختمت زاخاروفا منشورها بالقول: إن “الخبرة موجودة لدى القتلة وجزء منهم خضعوا للتدريب في الولايات المتحدة كما تقول وسائل الإعلام”، مشيرة إلى أن اثنين من المشتبه فيهم يحملان الجنسية الأمريكية.
وفي شأن ذي صلة بتغطية تداعيات انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وما يمكن أن ينطلي عليه من تزايد إمكانية انتقال الإرهاب من هذه الدولة إلى الجوار الروسي، ترسل روسيا نحو 1000 من عسكرييها إلى طاجاكستان للمشاركة في تدريبات مشتركة مع طاجاكستان وأوزبكستان بالقرب من الحدود الأفغانية، حسبما أوردت وزارة الدفاع الروسية.
وأشار المكتب الإعلامي للدائرة العسكرية المركزية في روسيا في بيان اليوم، إلى أن التدريبات التكتيكية التي سيشارك فيها أكثر من 1,5 ألف عسكري من الدول الثلاث ستجري في موقع “حرب ميدان” بجنوب طاجاكستان، في الفترة من 5 إلى 10 آب المقبل.
وذكر المكتب أن التدريبات ستجري على ثلاث مراحل تشمل إعداد قوات الدول الثلاث لشنّ عملية مشتركة (افتراضية) هدفها القضاء على مجموعات إرهابية تسللت إلى أراضي إحدى هذه الدول.
وأوضح البيان أن عسكريي الدول الثلاث سيتدرّبون على القضاء على عصابات إرهابية لدى محاولتها عبور الحدود الدولية، والتنسيق بين القيادات العسكرية في إدارة العمليات وتطوير المهارات القتالية ورفع الروح المعنوية والتحمل النفسي والجسدي لدى العسكريين في ظروف المناخ الحار والتضاريس الجبلية.
وعُلم في 21 تموز عن قرار روسيا تعزيز قاعدتها العسكرية 201 التي تملكها في طاجاكستان والتي تتبع للدائرة العسكرية المركزية، على خلفية هجوم حركة “طالبان” المستمر في أفغانستان منذ أيار الماضي، حيث سيطر مسلحو الحركة خلاله على مناطق واسعة في أرياف البلاد، بما فيها مناطق متاخمة لحدود طاجاكستان.
وفي 24 تموز بحث وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو، والطاجاكستاني شير علي ميرزا، خلال اتصال هاتفي بينهما تنسيق جهود البلدين في التجاوب مع التهديدات الناجمة عن تصاعد التوتر في أفغانستان.