لماذا نستخدم تعبير “دموع التماسيح”. وهل تبكي التماسيح فعلاً؟
تشير عبارة دموع التماسيح إلى الندم أو التعاطف غير الصادق أو غير الأصيل.. ولكن ما هي أصولها؟ ومن أول من استخدمها؟
مثلت التماسيح جزءاً هاماً من ثقافة الحضارة المصرية الفرعونية القديمة، إذ كان هذا الحيوان المفترس يشكل تهديداً لشعب يعمل ويزرع ويعيش على ضفاف نهر النيل، وكشفت الآثار الفرعونية كيف تم تجسيد التماسيح كأحد الآلهة المصرية القديمة واسمه “سوبك”، حيث تم استخدام هذا التعبير لأول مرة في الحضارة الفرعونية.
ولكن، هل تبكي التماسيح فعلاً؟ الجواب: نعم، تبكي التماسيح دموعاً مكونة من المعادن والبروتين. وقد ظن العديد من الناس أن التعبير غير دقيق علمياً حتى أثبتت الدراسات أن التماسيح تبكي بالفعل عندما تأكل فريستها، أو عندما تقضي وقتاً طويلاً خارج الماء، إذ تجف عيونها فتنهمر الدموع لإبقائها رطبة، كما توجد حالة طبية نادرة تصيب البشر تسمى “متلازمة دموع التماسيح” والتي يذرف المصابون بها الدموع أثناء تناول الطعام بسبب تلف عصب الوجه.
واعتقد القدماء بدايةً أن التماسيح تذرف هذه الدموع فقط عندما تهاجم ضحاياها وتأكلها، إما كمصيدة لإغراء الفرائس أو بدافع الانفعال بعد فعلها الشرس بالتهامها. وكشفت كتابات المؤرخ اليوناني القديم بلوتارخ أن هذا المفهوم استمر عبر القرون حتى العصور الوسطى، حتى في البلدان التي لا تعيش فيها التماسيح، كما شوهدت العبارة في منشور إنجليزي في القرن الرابع عشر يدعى “رحلات السير جون ماندفيل”، إذ تروي قصة مغامرات أحد الفرسان حول العالم، إلى جانب ذكرها في بعض مؤلفات ويليام شكسبير. كما كشفت الدراسات العلمية ما يكفي عن تشريح التماسيح ليحسم العلماء أنها لا تبكي بدافع العاطفة أو الكذب والادعاء، وإنما لأسباب بيولوجية، لكن التعبير كان قوياً بما يكفي ليعيش آلاف السنين حتى يومنا هذا.