أرمينيا تدعو لنشر قوات روسية على الحدود مع أذربيجان
اتهمت وزارة الدفاع في أرمينيا، الجانب الأذربيجاني بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، وقالت، في بيان صحفي: “لجأت وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية مرة أخرى إلى الاستفزاز، في منطقة غيغاركونسكي من الحدود الأرمنية- الأذربيجانية”. وأضافت أن القوات الأذربيجانية فتحت النيران من الأسلحة الخفيفة، تجاه المواقع الأرمينية. وشددت الوزارة، على أن القوات الأرمينية تصدت للمعتدين وأجبرتهم على التوقف عن إطلاق النار، وبات الوضع هادئاً في المنطقة حالياً.
والأربعاء، أعلنت يريفان عن سقوط ثلاثة قتلى وخمسة جرحى نتيجة تبادل إطلاق النار على الحدود، ونوّهت بسقوط قتلى من الجانب الأذربيجاني. وفي وقت سابق، وجهت سلطات أذربيجان، اتهامات إلى أرمينيا بانتهاك وقف إطلاق النار على الحدود المشتركة.
ولمواجهة هذه التطوّرات، دعا القائم بأعمال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، إلى نشر نقاط ارتكاز عسكرية تابعة لحرس الحدود الروسي، على طول حدود بلاده مع أذربيجان. وأضاف باشينيان: “مع الأخذ بالاعتبار الوضع الحالي، أعتقد أنه من المنطقي النظر في مسألة نشر قوات من حرس الحدود الروسي على طول الحدود الأرمينية – الأذربيجانية، مما سيسمح بتنفيذ العمل في مجال ترسيم الحدود، وتعيين هذه الحدود دون خطر وقوع الاشتباكات العسكرية”.
وأشار القائم بأعمال رئيس وزراء أرمينيا، إلى أن حكومة بلاده تخطط لمناقشة هذا الموضوع مع الزملاء الروس.
وتأزم الوضع على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان في 12 أيار. وأفادت وزارة الدفاع الأرمينية، بأن الجيش الأذربيجاني حاول القيام ببعض الأعمال “لتحديد الحدود” في إحدى المناطق الحدودية في منطقة سيونيك.
من جانبه أبلغ باشينيان، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه أوعز إلى الجهات المختصة في حكومته لتجري مشاورات مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي بخصوص الوضع على الحدود مع أذربيجان.
بالتوازي، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن جنود وحدة حفظ السلام الروسية قدموا مساعدات إنسانية إلى أكثر من 300 شخص من 20 أسرة كبيرة في قرى نائية بمنطقة لاتشين في قره باغ. وأضافت، في بيانها: “في إطار العمل الإنساني، تم تسيير قافلة مساعدات قطعت مسافة 100 كيلومتر من مدينة ستيباناكيرت إلى قرية أغافنو (الاسم الأذربيجاني – زابوخ) ومدينة لاتشين بمنطقة لاتشين، وقامت بتوزيع معدات طبخ ومواد غذائية للأسر الكثيرة الأطفال هناك”.
وأشارت الوزارة إلى أن عناصر مركز المساعدات الإنسانية الروسي، “قدموا خلال الأسبوع الحالي مساعدات إنسانية، بلغ إجمالي وزنها حوالي 2.5 طن تم توزيعها على أكثر من 300 شخص كانوا في ظروف معيشية صعبة”. وشددت على أن المركز الروسي يقدم مساعداته المستهدفة للمواطنين الذين يعيشون بالقرب من خط التماس. ويتم تزويد سكان المناطق النائية بانتظام بالضروريات الأساسية – ملابس وأحذية للأطفال والكبار، ومساحيق غسيل، ومواقد غاز للطهي، وأدوات المطبخ، والمواد الغذائية، والوسائد، والبطانيات، ومستلزمات النظافة الشخصية، ولعب الأطفال، وكذلك مجموعات طبية فردية”.
أما الأمم المتحدة فأعربت عن قلقها المتزايد من التوتر المتصاعد للأوضاع على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، داعيةً كلا الطرفين إلى إبداء ضبط النفس. وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي: “نتابع بقلق متزايد التقارير حول توتر الأوضاع على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، بما في ذلك الحادث الأخير، الذي وردت معلومات عنه اليوم”. وأضاف حق: “على الرغم من أن الأمم المتحدة لا يمكنها التأكد من صحة هذه التقارير، إلا أننا ندعو كلا الطرفين إلى إبداء ضبط النفس والتخلي عن أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد وحل الخلافات العالقة عن طريق الحوار”.
وبعد هدنة برعاية روسيا بين أذربيجان وأرمينيا، في إثر اشتباكات بينهما تصاعدت في أيار العام الماضي، أذربيجان وأرمينيا تبادلتا الاتهامات الأسبوع الماضي، بعد مقتل جندي أذربيجاني. وقتل جندي أذربيجاني، وأصيب 3 جنود أرمينيين، يوم الجمعة الماضي، في أحدث اشتباك بين قوات البلدين منذ نزاعهما المسلح الدامي في ناغورنو كاراباخ، العام الماضي.