أستراليا تستعين بقوات الدفاع لفرض قيود صارمة لكبح انتشار كورونا
أعلن مفوض شرطة نيو ساوث ويلز الأسترالية إنه قدم طلباً رسمياً إلى الحكومة الفيدرالية للاستعانة بـ300 عنصر من قوات الدفاع الأسترالية للمساعدة في فرض الإغلاق العام لكبح انتشار كورونا.
وأكد ميك فولر أن “مساعدة قوات الدفات كانت ضرورية خلال الأشهر الـ18 الماضية لا سيما خلال إغلاق الحدود والحجر الصحي في الفنادق والدعم اللوجستي للشرطة”. وأضاف: “مع زيادة نشاط قوات إنفاذ القانون خلال الأسبوع المقبل، قدمت طلبا رسميا إلى رئيس الوزراء للاستعانة بعناصر من قوات الدفاع للمساعدة في فرض الإغلاق العام”.
وكان من المقرر أن تنهي سيدني العمل بتدابير الإغلاق العام بعد خمسة أسابيع من دخولها حيز التنفيذ، أي في 30 تموز، لكن السلطات قررت يوم أمس الأربعاء تمديد العمل بهذه القيود لأربعة أسابيع إضافية، أي حتى 28 آب.
وقالت رئيسة وزراء مقاطعة “نيو ساوث ويلز” غلاديس بيريجيكليان، “أدرك جيّداً ما نطلبه من الناس خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، لكنّ السبب في ذلك هو أنّنا نريد حماية مجتمعنا والتأكّد من قدرتنا على التعافي بأسرع ما يمكن”. وأضافت “نحن بحاجة حقاً لأن يتصرّف الناس كما ينبغي على الدوام. لا تتخلّوا عن حذركم”.
وبموجب التدابير السارية لا يستطيع سكان سيدني الخروج إلا لشراء الضروريات أو الحصول على رعاية طبية أو ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى العمل إذا اقتضت الحاجة، ولكنّ المدارس مغلقة والسلطات تشجّع المواطنين على ملازمة منازلهم.
بالمقابل أعلن رئيس وزراء ولاية فيكتوريا، دان أندروز، أنّ إجراءات الإغلاق التي كانت سارية في مدينة ملبورن منذ أسبوعين رُفعت الثلاثاء بفضل “العزم والعمل الجاد”.
وأستراليا، التي نجت إلى حدّ كبير من الموجات الأولى للجائحة، تشهد حالياً وتيرة تفشّ متسارعة للمتحورة “دلتا” الأشد عدوى، في بلد لم يلقّح حتى اليوم سوى 13% من سكانه البالغ عددهم 25 مليوناً.
تراجع الإصابة بكورونا في بريطانيا “لغز”
في الأثناء، اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن “هناك لغزاً وشيئاً غريباً” يحدث في بريطانيا، فحالات الإصابة بفيروس كورونا التي من المفترض أن ترتفع تسجل تراجعاً، والعلماء ليسوا متأكدين من سبب حدوث ذلك.
وانخفض العدد اليومي للإصابات الجديدة المسجلة في البلاد لمدة سبعة أيام متتالية، قبل زيادة طفيفة يوم أمس الأربعاء، عندما تم الإبلاغ عن 27734 حالة، إلا أن عدد الإصابات هذا لا يزال يقارب نصف ما كان عليه قبل أسبوع.
وقالت الصحيفة الأمريكية أن مسار كوفيد-19 في بريطانيا هو شيء تتم مراقبته عن كثب وبقلق، وهو بمثابة اختبار لكيفية تأثير متحور “دلتا” في مجتمع يتمتع بمعدلات تطعيم عالية نسبياً. والآن تطرح تساؤلات عما إذا كان هذا المسار دليلاً حقيقياً على أن الوباء بدأ يتلاشى في بريطانيا، بعد ثلاث عمليات إغلاق وما يقرب من 130 ألف حالة وفاة.
وتوقع خبراء بالصحة العامة، إلى جانب الحكومة، ارتفاع عدد الحالات في بريطانيا بهذه المرحلة، وربما بشكل كبير. ومتحور “دلتا” شديد العدوى يمثل جميع حالات الإصابة الجديدة تقريباً، وفي 17 تموز، بلغ عدد الحالات المسجلة خلال يوم واحد 54674، وهو أعلى عدد يسجل منذ كانون الثاني الماضي.
وبعد يومين، أي في 19 تموز، تحدثت الصحف عن “يوم الحرية” بعد قرار حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون إنهاء ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، وعادت الحانات والنوادي الليلية إلى عملها الطبيعي، وأصبحت إجراءات الوقاية من الفيروس الآن “خياراً شخصياً”.
وبعد رفع الإجراءات الحكومية للحد من انتشار الفيروس، حذر بعض الخبراء من ارتفاع عدد حالات الإصابة اليومية لتصل إلى 100 ألف حالة جديدة يومياً هذا الصيف، لكن الاتجاه منذ ذلك الحين كان في انخفاض حاد.
ويرجع بعض العلماء انخفاض عدد الإصابات إلى عدة أسباب ونظريات، ومنها أنه بسبب إغلاق المدارس في العطلة الصيفية. وهناك نظرية أخرى تقول إنه بسبب برنامج “الاختبار والتتبع”، تعرض ما يقرب من 620 ألف شخص لضغوط في الأسبوع الماضي، بسبب طلب الهيئة الصحية منهم الحجر بعد التعرض للفيروس، وبالتالي من الممكن أن يكون الأشخاص قد توقفوا عن إجراء الاختبار، لأنه إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية، حتى لو تم تطعيمهم بالكامل، يطلب منهم الحجر لمدة 10 أيام، حتى لو كانوا على وشك السفر إلى الخارج لقضاء عطلاتهم.
وتوجد نظرية تقول إن بريطانيا ربما وصلت إلى “عتبة الحصانة”، فأكثر من 70% من البالغين تم تطعيمهم بالكامل، و88% تلقوا جرعة أولى، ومن بين أولئك الذين لم يتلقوا التطعيم، أصيب الكثيرون منهم بكورونا أو أنهم لا يعانون من أي أعراض.