سورية أول دولة طبقت العلاج البيولوجي في المنطقة.. مجاناً ومنذ 5 سنوات!!
دمشق – حياة عيسى
تميّزت اختصاصات وعيادات الهيئة العامة لمشفى دمشق “المجتهد” بالنوعية التي انفردت بها عن غيرها من المشافي الأخرى، وكانت “العيادة البيولوجية” التي تعدّ الأولى على مستوى القطر أكثر المزايا من الناحية العلاجية، لأن العلاج البيولوجي يتمّ استجراره من الخارج عن طريق وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتكلفته باهظة الثمن، إضافة إلى وجود كوادر مؤهلة لإعطاء العلاج البيولوجي على عدة أصعدة، كالعيادة الهضمية التي تعالج أمراض الأمعاء المزمنة، وكذلك العيادتان الجلدية والمفصلية.
الدكتورة وداد عاجي رئيسة شعبة المفاصل في مشفى دمشق بيّنت في حديث لـ”البعث” أن “العلاج البيولوجي” يعدّ من العلاجات الحديثة والتي بدأ تطبيقها منذ حوالي 15 عاماً تقريباً في الدول المتقدمة، في حين بدأت سورية بتطبيق بروتوكول العلاج البيولوجي بعد 4 أو5 سنوات من تطبيقه عالمياً أي منذ عام 2006، لتكون أول دولة في الشرق الأوسط طبقت العلاج وقدّمته مجاناً لمحتاجيه، حيث افتتح مركز العيادات البيولوجية في المشفى في عام 2008، ليتمّ العمل به، علماً أن العلاج مقدّم من قبل وزارة الصحة لمرضى المناعة بشكل مجاني رغم غلاء ثمنه.
وأوضحت عاجي أن العلاج البيولوجي ليس كيماوياً بل هو مختلف تماماً، ومريض السرطان لا يمكن معالجته بيولوجياً، إذ يجب نفي السرطان لإعطاء البيولوجي، فهو علاج معدل للمرض كون الأمراض المناعية تؤدي لاضطراب المناعة، مما يؤدي لظهور الأمراض المناعية كـ(الروماتويد، الذئبة الحمامية، داء بهجت الذي يصيب العين) والتي لها علاجات تقليدية، لا يعطي مفعولاً على المدى البعيد كونه يعتمد على “الكورتيزون”، فجاء العلاج البيولوجي كحلّ سليم للتخفيف أو حماية المريض من مخاطر استخدام الكورتيزون على المدى البعيد.
وتابعت عاجي أنه قبل البدء باستخدام العلاج البيولوجي يتمّ تحضير المريض من خلال التشخيص والدراسة وإعطاء العلاج التقليدي لمدة 6 أشهر تقريباً، وفي حال عدم الاستجابة يتمّ التحضير للعلاج البيولوجي، من خلال التأكد من عدم الإصابة بالسل أو أمراض الكبد الفيروسية أو أمراض السرطان، مبينة أن عيادة المفاصل تستقطب نحو 120 مريضاً ليتمّ إعطاؤهم العلاج بعد تحضيرهم وذلك بعد عرضهم على لجنة العلاج البيولوجي للتقرير بإحالة المرضى للعلاج.
وتابعت عاجي أن الأمراض المزمنة لايتمّ الشفاء منها وكذلك مرضى المناعة، والأدوية التقليدية ليست الحل الناجع لتلك الحالات بل هي الأكثر خطراً كونه سيتمّ إغراق المريض بالكورتيزونات، فجاءت العلاجات البيولوجية لتعديل المرض من الخلية أي من بداية انطلاقه ليتمّ تقييدها والحدّ من انتشارها قدر الإمكان، والفائدة من العلاج تأخير الإصابة ومنحه فرصة بأن يكون المريض في حالة أقرب إلى الطبيعي.
وبالتعريج على الصعوبات أشارت عاجي إلى وجود معاناة من بعض الانقطاعات الدوائية وعدم وجود أماكن لاستقطاب المرضى على الرغم من الجهود المبذولة لتوسيع المكان للمرضى وهي خطة مازالت قائمة وكانت في حيز التنفيذ ولكن ظهور وباء كورونا أدى إلى تأجيلها بعض الوقت.