صالون عزوز الثقافي بسلمية يناقش كتاب “رسائل ميرنا إلى ألبيرتو”
البعث- نزار جمول
تابع صالون عزوز الثقافي في سلمية جلساته الأسبوعية، وكان آخرها مناقشته مع أعضاء الصالون لكتاب “رسائل ميرنا إلى ألبيرتو”، هذا الكتاب الذي جمعه ووثقه اللواء والوزير السابق محمد مفضي سيفو والذي زوّد الصالون بمجموعة من النسخ ليتسنى للجميع الاطلاع عليه وليدلي كلّ منهم برأيه في الكتاب.
في البداية قدم رئيس الجلسة الأديب محمد عزوز باقة من الأخبار الثقافية خلال هذه الفترة، وتمّ الحديث عن أخبار الجمعيات الأهلية في سلمية، ووزّع الشاعر خالد بدور نسخاً من مجموعته الجديدة “احتراق” للحضور، ثم قدم الباحث نزار كحلة قراءة في كتاب “السفور والحجاب” للكاتبة نظيرة زين الدين، ليدخل الجميع إلى محور الجلسة والتي بدأها الأديب عزوز بأن الكتاب يحتوي مجموعة من الرسائل المتبادلة بين العاشقين “ألبيرتو وميرنا”، وأن تلك الرسائل تبيّن كيف تطور الحب ونما كثيراً حتى أصبح ارتباطاً أزلياً مشكلاً حالة فريدة فيه، معتبراً أن صاحبة الرسائل امرأة بحجم وطن، وهذا العمل ليس منجزاً أدبياً لأنه أصبح توثيقياً بامتياز، وسيستمتع القارئ وهو يتابع القصة الفريدة والنادرة.
وتحدثت الشاعرة ثناء الأحمد عن تاريخ أدب الرسائل عند العرب، وبيّنت أن الكتاب مريح بالقراءة لسلاسة لغته ووجدانيته، وأن الرسائل روت تاريخ علاقة عميقة قديمة استخدم فيها سيفو أسلوب القصّ بنمط ستينيات القرن الماضي، بينما قدم الباحث نزار كحلة ورقته، وتحدث فيها عن رسائل الحب في الأدب العربي فصاحبا الرسائل ليس هما بالشهرة في عالم الأدب والفكر وجمعهما حب متميز خلده الكاتب سيفو بتوثيق خلاب، معتبراً أن لغة الكتاب ارتقت للرسائل الأدبية المعروفة دون تكلف أو زخرفة ولتبقى نموذجاً لحب تجاوز العادات والتقاليد وأرسى قواعد الوفاء. وأوضح الشاعر حسن نعوس أن الرسائل الأولى كانت بسيطة وتطورت أكثر مع الزمن لتصبح أكثر فصاحة وقوة مع الحفاظ على نسق واحد، أما الخاتمة فقد بيّنت أن الغاية لم تكن لتغطية جفاء العاشق ألبيرتو، ونوّه بأن الخواطر التي جاءت في الكتاب أضفت على الرسائل طابعاً تشويقياً، فيما أشار المسرحي محمد الشعراني إلى العفوية التي بيّنت أن الحب عذري، معتبراً أن المقدمة أضعفت التشويق في الكتاب كما يوجد إسقاطات بدّدت تلك العفوية، وأكد الباحث محمد الخطيب أن نشر الرسائل حالة إيجابية وتسجل للكاتب سيفو جرأة كبيرة، كما اتضح أن العاشقة ميرنا تمتلك حساً أدبياً وأدوات جعلتها تتفوق على ألبيرتو، معتبراً أن استخدام الشعر الغنائي في الرسائل وبطاقات المعايدة أمر معتاد عليه في تلك الفترة، أما الأديب فائق موسى فاعتبر العمل توثيقياً بامتياز لقصة حب حقيقية وأن رسائل ميرنا أوضحت صغر سنها، مؤكداً أن هذا العمل لم يرتقِ لأن يكون عملاً أدبياً، وأن الرسائل متشابهة وأسلوبها بسيط، وأكد الشاعر علي أسعد ياغي أن الكتاب وفكرته جميلة وغايته تخليد قصة الحب، معتبراً أن السوية الأدبية فيه ضعيفة ويوجد تكرار في الرسائل والأفضل أن تعاد صياغتها بما يشرح أثر الكاتب في الحياة.