صحيفة البعثمحافظات

على وقع الانقطاع الطويل للكهرباء.. الفرات يبتلع قرابينه

دير الزور  – وائل حميدي

شهدت دير الزور هذا الصيف ارتفاعاً واضحاً بأعداد الغرقى في نهر الفرات، وخاصة خلال موجات الحر المرتفعة التي تُعتبر استثنائية نظراً لطبيعة المحافظة الصحراوية، وارتفاع الحرارة فيها أكثر من غيرها والتي وصلت رسمياً إلى ٤٦ درجة مئوية، وهو الرقم الذي ينكره الأهالي قياساً على الحرارة الحقيقية في المحافظة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد الغرقى بلغ خلال الأسبوعين الفائتين ١٧، تم انتشال جثث ستة عشر منهم كان آخرها غرق فتاتين تمكن فوج الإطفاء من انتشال إحداهما فيما تعثر العثور على الأخرى رغم سعي فوج الإطفاء وعناصر الدفاع المدني اليومي للعثور عليها.
وبحسب الإرقام الخاصة بالغرقى، فإن الحادثة الأسوأ كانت ماشهدته بلدة بقرص في الريف الشرقي حين غرق أربعة أشقاء أطفال في ساقية الري، ويبقى هذا الرقم أدنى من الواقع قياساً على حالات الغرق التي يتم انتشالها فوراً وتسليمها لأهاليها، وهذه الحالات لا يمكن حصرها مالم تقم الجهات المعنية بعملية الانتشال ضمن حالات التبليغ عن حوادث الغرق.
من كل هذا، يبدو أن الفرات يطالب بابتلاع قرابينه السنوية والتي غالباً ماتستهدف الأطفال في فترات الانقطاع المؤسف للكهرباء، وبالتالي ميول الأهالي الاتجاه نحو الفرات، حيث يكون اكتظاظ الناس عند شواطئه أحد أهم أسباب حوادث الغرق وسط ضجيج السباحين والشبّان، وانعدام مستلزمات الأمان مع ما يُعرف عن قاع الفرات “جُوَرَهُ الترابية” الكفيلة بغرق من لايجيد السباحة ومن يأمن لغدر النهر.
على الجانب الآخر تُظهر البيانات الصادرة عن الهيئة العامة لمشفى الأسد في محافظة دير الزور ارتفاعاً واضحاً في أعداد المصابين بالحروق مقارنة بمعدلاتها في العام الفائت لمثل هذا الوقت، وتراوحت درجاتها بين الثانية والثالثة في غالبيتها العظمى، فيما تعددت أسبابها (من الحروق بسوائل ساخنة إلى الماس الكهربائي وانفجار أدوات الغاز في المنازل والمطاعم).

مدير الهيئة العامة لمشفى الأسد الدكتور مأمون حيزة أشار في تصريح له إلى أن عدد حالات الحروق الواردة إلى المشفى بلغت في شهر أيار سبع وعشرين حالة تراوح ٧٠ بالمائة منها بين الدرجتين الثانية والثالثة، فيما قفز عدد الحالات إلى أكثر من الضعف في شهر حزيران حيث وصل العدد إلى ٥٧ حالة كان لثلاثين بالمائة منها حروق واسعة تراوحت بين الدرجتين الثانية والثالثة، ليعود عدد الحالات إلى الانخفاض من جديد في شهر تموز الذي بلغ عدد حالات الحروق فيه ٢٨ حالة، أكثر من نصفها بين الدرجتين الثانية والثالثة.
وينهي الحيزة حديثه بأن أسباب الحرائق الجسدية صمن الدرجات المرتفعة انحصرت في الصعق الكهربائي وانفجار الغاز، بينما كان سبب الحروق دون الدرجة الثانية سوائل ساخنة وهذه الحالات يتم تخريجها من المشفى سريعاً نظراً لبساطتها.