لحظة حقيقة هاييتي
تقرير إخباري
في شباط 1986، تنفّس الهاييتيون الصعداء على أمل أن ينضمّ شعب هاييتي بأكمله إلى جوقة ما يُسمّى “الأمم المتحضرة”.
تمّ التصويت على دستور جديد، يضمن احترام الحقوق والحريات، والعمل السليم للمؤسّسات الجمهورية من أجل هاييتي سيدة ومزدهرة، ولكن منذ ثلاثة وثلاثين عاماً، وحتى اليوم، حصدت الكوارث عدداً لا يُحصى من الضحايا، وزاد الفقر والفساد حتى باتت هاييتي الدولة الأكثر فساداً والأشد فقراً في نصف الكرة الأرضية.
والسؤال: هل باتت هاييتي بقعة من الجحيم؟ إذا كان الأمر كذلك، على الشعب الهاييتي أن يكذب الكولونيل جون راسل الذي قال إن لدى الهاييتي ومهما كان تدريبه الفكري، عقل صبي يبلغ من العمر سبع سنوات، ويكذب غراهام غرين الذي لم يرَ فيهم سوى فقراء بائسين، كما يتعيّن عليهم تكذيب المبعوث الخاص الذي ادّعى أنه سيكون لدى الهاييتيين صبغيات واحدة لا أكثر.
هاييتي اليوم أقرب إلى الهاوية، برلمان متذبذب في أحسن الأحوال، وقضاء طريح الفراش، وحكومة غارقة في الأحداث، ومحاصرة في آخر تحصيناتها. وحتى الانتخابات التي جرت عام 2010 أدّت إلى استمرار هذا النظام القديم والرجعي، وتمّ اقتراح تشكيل حكومة إجماع من أجل تحقيق الانتقال الذي لم يحدث بين عامي 2004 و2006.
وبحسب المراقبين، إذا تمّ تشكيل حكومة إجماع همّها الدفاع الموضوعي عن المصالح العليا للأمة، وجميع القضايا الاجتماعية، فإن من شأن مثل هذه الحكومة أن تستعيد الحدّ الأدنى من الثقة داخل الأسرة الهاييتية، لكن كم من الوقت سيستغرق تحقيق هذا الحدّ الأدنى من الإصلاح الذي من شأنه أن يضع الأمة في وضع يسمح لها بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية: ستة أشهر؟ سنة؟ سنتان؟.
ترجمة وإعداد: هيفاء علي