شركة مقربة من أردوغان ترسل مرتزقة سوريين إلى أفغانستان
يواصل نظام رجب طيب أردوغان التركي الاستثمار بالإرهاب خدمة لأوهامه، فبعد نقل مرتزقته وإرهابييه من سورية إلى ليبيا، لتأجيج الوضع الأمني فيها ونهب خيراتها، ومنطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان، بدأت شركة أمنية مقرّبة منه إرسال دفعات من “المرتزقة السوريين” إلى أفغانستان، بينما يستعد قواته لتولي حماية مطار كابول الدولي، وفق تفاهم بين أردوغان والرئيس الأميركي جو بايدن في أول اجتماع بينهما على هامش القمة الأخيرة لحلف الناتو في بروكسل، حسبما كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية اليوم الجمعة، في تقرير أكدت فيه أن النظام التركي يستمر في التوسّع من خلال إرسال مرتزقة سوريين إلى أفغانستان، وهذه المرة عن طريق شركة عسكرية خاصة قريبة من أردوغان”.
وأشار التقرير إلى أن مرتزقة أردوغان، وهي مجموعات قتالية يجري تجنيدها من المجموعات الإرهابية في سورية، والتي تشرف عليها استخبارات أردوغان تمويلاً وتدريباً، باتت تشكّل قلقاً بمجرد حلولها بأفغانستان، وأضاف: “إن المخابرات التركية اجتمعت في الرابع والعشرين من حزيران الماضي مع مجموعات مثل “صقور الشام” و”فيلق المجد” و”فرقة حمزة” أو “السلطان مراد” لبحث إرسال دفعة من ألفي مقاتل إلى أفغانستان، وأن تلك المجموعات طالبت براتب 3000 دولار لكل فرد”.
وكان مرتزقة أردوغان يتقاضون راتباً بـ2000 دولار للفرد، لكن الأزمة المالية التي تعاني منها تركيا دفعت النظام التركي لتخفيضه إلى 500 دولار فقط، وأعاد دفعات من المرتزقة إلى شمال سورية لتخفيف الأعباء، ونقل دفعات أخرى منهم إلى أذربيجان، حيث انضموا لجبهات القتال في النزاع السابق في قره باغ ضد القوات الأرمينية.
ويخلص التقرير إلى أن اعتماد نظام أردوغان في خططه التوسعية وخدمة أجندته ومصالحه على المرتزقة السوريين سيكون بأقل كلفة، لكنه أوضح في المقابل أن منظمات حقوقية ترى في تلك المنظمة (الشركة العسكرية المقرّبة من أردوغان) مافيا تتولّى مهام نقل السلاح، وأن مقاتليها تربوا على بيئة العنف القائمة على أسس دينية وهو ما يشكّل خطراً.
وأعلنت أرمينيا في أكثر من مناسبة أن هناك أدلة قاطعة على قيام النظام التركي بتجنيد ونقل مرتزقة من سورية إلى أذربيجان، فيما وثقت تقارير كثيرة إرسال رئيس أردوغان آلاف المرتزقة الإرهابيين من شمال سورية إلى ليبيا برفقة جنود أتراك، وبدعم وتمويل من مشيخة قطر، لدعم ميليشيات حكومة الوفاق هناك.
ويسعى أردوغان على ما يبدو لاستنساخ تلك التجربة في أفغانستان، بعد أن قبل عرضاً أميركياً لتأمين مطار كابول الدولي، مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي، ما يعرّض القوات التركية للخطر.
وكان القبول بالعرض الأميركي، الذي مهّدت له أنقرة ذاتها، قراراً محفوفاً بالمخاطر، لكنه جاء في سياق محاولة أردوغان استرضاء الرئيس الأميركي بعد أشهر من التوتر على المستوى الشخصي، وبعد خلافات حادة حول أكثر من ملف.
وكانت حركة طالبان قد وجّهت تحذيراً شديد اللهجة للنظام التركي ونصحته بمراجعة قراره، مؤكدة أنها ستتعامل مع أي قوة أجنبية كهدف مشروع بوصفها قوة احتلال، وذلك بعد إعلان أردوغان عن مساع للتفاوض مع الحركة لبحث تأمين مطار كابول الدولي. وقد تتوسط مشيخة، قطر التي تستضيف مكتب الحركة على أراضيها منذ سنوات وترتبط معها بعلاقات وثيقة، لإقناعها بعدم استهداف القوات التركية.
وفي نفس الوقت يعمل أردوغان على تقليل خسائره في حروبه الخارجية من خلال إرسال دفعات من المرتزقة السوريين والدفع بهم إلى جبهات القتال.
وتتهم منظمات حقوقية دولية مرتزقة أردوغان بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سورية وليبيا، بينما يخوضون حرباً بالوكالة عن أردوغان قائمة على منطق المقابل المالي.