إدارة بايدن ونظرية “أمريكا أولاً”
تقرير إخباري
على الرغم من أن إدارة جو بايدن قد أعلنت أن أمريكا عادت، لكن النية المحسوبة وراء هذا التعبير تتناقض مع رسالتها الضمنية بأن سياستها الخارجية تختلف بطبيعتها عن سياسة الإدارة السابقة، ما يعني أن الإدارة الحالية تثبت يوماً بعد يوم أنها مخيفة ومشبوهة ومستبدة مثل سابقتها.
ولعل محاولة تسييس فيروس كوفيد-19 دليل واضح على أن إدارة بايدن قد أخذت زمام المبادرة من سابقتها، وتحاول بشغف عرقلة أي محاولات لخلق تعاون دولي لمحاربة فيروس كورونا الجديد. فقد اتجهت الولايات المتحدة صراحة إلى حلفائها للضغط على منظمة الصحة العالمية لإجراء دراسة ميدانية أخرى لتتبع المنشأ في الصين، وإثبات أن الفيروس قد تسرب من معمل فيروسات في ووهان، على الرغم من أن مجموعة الخبراء التابعة للأخيرة خلصت في تقريرها البحثي في آذار الماضي أنه من غير المرجح أن يكون الفيروس قد تسرب من المختبر.
وحتى لا تتفوق عليها إدارة دونالد ترامب في ازدراء المجتمع الدولي ومن لا يتبع أمريكا، تجاهلت إدارة بايدن ببساطة دعوات الخبراء الدوليين لتفتيش مختبر “فورت ديتريك” للأسلحة البيولوجية الأمريكية والذي يملك سجلا حافلا بالتسريبات.
إن الكلمات والأفعال الخاطئة التي تمارسها الإدارة الأمريكية الحالية بشأن تتبع أصل الفيروس تعكس فكرة أن أمريكا عادت وتكرر استثنائية ترامب – أمريكا أولاً- وقد عادت أمريكا بين حلفائها لأنها بحاجة إلى دعمهم لوضع “أمريكا أولاً”، ومن خلال تسييس الوباء وتشويه سمعة الصين تحاول بإلحاق نفس الأذى بالعالم كما فعلت سلفها، ولهذا السبب أعربت 60 دولة عن معارضتها لمحاولاتها تسييس أبحاث تتبع المنشأ.
وفي الوقت الذي تقترب فيه الإصابات العالمية بالفيروس من 200 مليون حان الوقت لأن تتخلى الولايات المتحدة عن عقلية لعبة المحصل الصفري القديمة وتعود بالفعل حتى تتمكن البلدان من العمل معاً لوضع حد للوباء.
لقد دعا بايدن في خطاب تنصيبه الشعب الأمريكي إلى التوحد من أجل محاربة الأعداء المشتركين ، وهم الكراهية والتطرف وانعدام القانون والعنف والمرض والبطالة واليأس، وليس دولا أخرى، وتعهد بأن تكون الولايات المتحدة شريكاً قوياً وموثوقاً به من أجل السلام والتقدم والأمن، ولكن وحتى يومنا هذا مازال العالم وخاصة العالم ينتظر إدارته لتثبت ذلك.
ترجمة: عائدة أسعد