ثقافةصحيفة البعث

الرقابة والقانون محبة وعطاء!.

من المعروف أهمية الرقابة في حياتنا، وسواء كانت عامة أو خاصة، فردية أو عائلية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو أخلاقية أو دينية أو ثقافية: صحفية أو فكرية فأنت حر لأن الرقابة تحميك، وأنت قوي وصاحب قرار وطموح لأن الرقابة بكل أنواعها وأشكالها تحميك.

ومن المعروف أيضاً أن بعضنا لا يحب هذه الرقابة ولا يتعامل معها على أنها عمل إيجابي لصالحه ولصالح الجميع، ولكن ذلك لا يحدث إلا لأن هذا الإنسان لا يعرف أهمية وجدوى هذه الرقابة لصالحه ولصالح كل أفراد أسرته وكل أفراد مجتمعه، بل وكل أفراد كل المجتمعات والشعوب على وجه الأرض، وثمة حقيقة يجب أن نعترف بها وهي أنه يوجد من لا يحب بل ويتضايق من هذه الرقابة ويتهرب منها وذلك لأنه يمارس أمراً خطأ أو ضاراً أو مزعجاً وأحياناً تأثيره جماعي أيضاً!. فعلى هذا الإنسان أن يعرف أنه على خطأ جسيم وأن من حق غيره بل وكل أفراد أسرته ومجتمعه أن يحاسبوه وأمام القانون تحديداً، كي تصبح هذه المحاسبة شائعة ومعروفة ومتوقعة، وهي أيضاً، وقبل كل شيء قانونية وكل شيء قانوني هو إنساني وأخلاقي وديني أيضاً!.

إذن.. هذا ما يجب أن نتفق عليه وأن نوافق عليه جميعاً ودائماً وباستمرار أن الرقابة يجب أن تكون موجودة دائماً، ومعها وبشكل دائم أيضاً الثناء والمحاسبة والمعاقبة لأنها إذا لم تكن موجودة، فإن كثيرين وفي كل مجالات العمل يمكن أن يخرجوا عن المعاملة الصحيحة وعن الإرادة القانونية العامة، وهي التي تؤسس وتشكل الاحترام والتقدير لكل شيء قانوني في حياتنا وفي حياة كل الشعوب أيضاً. وهؤلاء إن بدأوا يخرجون عن الإرادة القانونية فمن المؤكد أنه سيبدأ ينتشر الغش، وإلى لا نهاية وارتفاع الأجور والأسعار وإلى لا نهاية أيضاً، وإلى ضعف الصلاحية، وإلى إهمال وخداع وكذب وإلى لا نهاية أيضاً.

فانظروا إلى هذه الرقابة الإيجابية والهامة والضرورية في حياتنا، وفي كل أعمالنا ورغباتنا، وطموحاتنا أيضاً، فكم هي قانونية ولصالح الجميع وليس فقط لصالحنا كأفراد أو أسر أو جماعات، وتنتشر فوائدها خارج حدود بلادها أيضاً لتصبح فوائدها عالمية، والجميع بحاجة ماسة أيضاً لها، لأن القانون أصلاً وكل قانون هو كذلك، هو محبة، وحماية ومساعدة أيضاً! ودون أي مقابل، فتصوركم هو إنساني ورائع أن تكون هناك رقابة لصالحك ولصالح كل إنسان وكل شعب من الشعوب، وهكذا يكون القانون أيضاً لصالح كل إنسان وكل شعب من الشعوب ولصالح كل العلاقات ومن أصغرها إلى أكبرها، بين كل الشعوب ولصالح كل الشعوب، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن الرقابة القانونية محبة وتعاون وعطاء إنساني يستمر ولا يتوقف ودائماً وباستمرار!

أكرم شريم