أفغانستان.. طالبان تحاصر لشكركاه والجيش يدعو السكان لإخلاء المدينة
دعا الجنرال سامي سادات القائد العسكري الأعلى في جنوب أفغانستان يوم الثلاثاء سكان مدينة لشكركاه عاصمة ولاية هلمند إلى إخلائها بشكل عاجل، تمهيدا لتحريرها من طالبان.
وخاطب سادات سكان المدينة في تسجيل صوتي عبر وسائل الإعلام، حيث قال: “نطلب منكم أن تغادروا منازلكم في أسرع وقت.. سنواجه متمردي طالبان ونقاتلهم بقوة”. وأضاف: “لن نترك أي عنصر من طالبان على قيد الحياة.. يرجى المغادرة في أسرع وقت ممكن حتى نتمكن من بدء عمليتنا”.
وجاء نداء الجيش بعد وقت قصير من إحصاء بعثة الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 40 مدنيا وإصابة 118 آخرين في الساعات الـ24 الأخيرة في لشكركاه التي يقطنها 200 ألف نسمة.
وأعربت البعثة الأممية عن قلقها الشديد إزاء مأزق المدنيين العالقين، ودعت لوقف فوري للقتال في المناطق الحضرية.
ولشكركاه مسرح لمعارك عنيفة بعد محاصرتها من المتمردين، ومن شأن خسارتها أن تشكل ضربة للحكومة الأفغانية التي تعهدت بالدفاع عن المدن الرئيسية وعواصم الولايات الكبرى.
بالتزامن، هزّ انفجار ضخم العاصمة كابول، بعد دخول 4 انتحاريين منزلاً مجاوراً لمنزل وزير الدفاع، إضافة إلى سماع أصوات انفجارات، وإطلاق رصاص سمعت قرب المنطقة الخضراء.
وجاء الانفجار في الوقت الذي تواصل فيه “طالبان” هجومها للسيطرة على ثلاث عواصم إقليمية.
وقالت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، إن حركة “طالبان” ارتكبت جرائم حرب في منطقة سبين بولدك الحدودية مع باكستان بعد السيطرة عليها. وحمّل المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، خلال مؤتمر صحافي، “طالبان” بـ”المسؤولية عن ارتكاب أعمال عنف فظيعة ووحشيّة”.
وسيطرت حركة “طالبان” على أراضٍ واسعة في البلاد، بعد الانسحاب الأميركي في أيار. الأمر الذي أثار الخشية من إقدامها على أعمال انتقامية في حق الأفغان الذين عاونوا القوات الأميركية في مُهمّاتها، بحسب مسؤولين أميركيين.
وحدّد الرئيس الأميركي جو بايدن تاريخ 31 آب موعداً نهائياً لانسحاب القوات الأميركية بصورة تامة، في محطة تسبق إحياء بلاده الذكرى الـ20 لهجمات 11 أيلول.
بالتوازي، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، اليوم الثلاثاء، “التزام الولايات المتحدة القوي والدائم تجاه أفغانستان”.
وشدد الطرفان على “ضرورة تسريع مفاوضات السلام، وتحقيق تسوية سياسية شاملة، تحترم حقوق جميع الأفغان بمن فيهم النساء والأقليات، وتتيح للشعب الأفغاني اختيار قادته، ويُمنع أن تكون أفغانستان مصدر تهديد للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها”.
كذلك دان الطرفان هجمات طالبان المستمرة، والتي “لا تُبدي أي اعتبار لحياة وحقوق الإنسان”. وتعهداً بالبقاء على اتصال في المستقبل.
وكان الرئيس الأفغاني اتهم في وقت سابق “طالبان” بإثارة الفتن، من خلال الإصرار على الحرب، وعدم الدخول في مفاوضات جادة. كما حمّل واشنطن مسؤولية تدهور الوضع الأمني في بلاده.