الغرب يتبادل الأدوار لإحداث “ثورة ملوّنة” في بيلاروس
تقرير إخباري
فيما يشبه حملة غربية منظمة للانتقام من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو دبلوماسياً لعدم سيره في المسار الغربي القاضي بمحاصرة كل من روسيا والصين باستخدام جيرانهما، يتبادل الزعماء الغربيون الأدوار في استقبال زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، للتعبير -على حد زعمهم- عن دعمهم للديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني في هذا البلد.
فبعد استقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن لها في البيت الأبيض نهاية الشهر الماضي، وتأكيده دعم المعارضة البيلاروسية في مطالبتها بـ”دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان”، جاء استقبال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتيخانوفسكايا في لندن ليؤكد من جديد أن الغرب كان يعوّل كثيراً على استخدام المعارضة البيلاروسية في إحداث “ثورة ملوّنة” في هذا البلد.
وفي تدخّل سافر في شؤون هذا البلد قال جونسون أثناء لقائه تيخانوفسكايا، الذي جرى في مقر رئيس الحكومة البريطانية: “نقف إلى جانبكم بقوة وندعم ما تفعلونه. إني سعيد لرؤيتكم”!.
وكانت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أفادت بأن تيخانوفسكايا تعوّل على أن تحصل من جونسون خلال زيارتها إلى لندن، على دعمه لإلغاء استثناءات من العقوبات البريطانية المفروضة على بيلاروس، باعتبار أنها قللت من فعالية هذه العقوبات.
وفي حقيقة الأمر تلقّت الدول الغربية صفعة كبيرة من الشعب البيلاروسي الذي أصرّ في الانتخابات الأخيرة على انتخاب الرئيس الحالي، قاطعاً الطريق على جميع المحاولات الغربية لإحداث ثورة ملوّنة عبر تيخانوفسكايا المدعومة غربياً، وهذا ما يفسّر طبيعة العقوبات الغربية المفروضة على مينسك والتي تستهدف في مجملها معاقبة هذا الشعب على خياراته وإجباره على القيام بثورة ضد رئيسه المنتخب.
وتطالب المعارضة البيلاروسية بتوسيع العقوبات الغربية المفروضة على مينسك وتدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية جديدة في البلاد. وفتحت السلطات البيلاروسية ملفات جنائية ضد عدد من النشطاء، ومنها تيخانوفسكايا المقيمة في ليتوانيا التي كانت إحدى العواصم الغربية التي رفضت هبوط الطائرة الإيرلندية رايان إير في مطارها في العاصمة فيلنيوس، بينما تطلب مينسك من فيلنيوس تسليم تيخانوفسكايا على أساس إدراجها في قائمة الأشخاص الضالعين في “أنشطة إرهابية”.
وليس مستبعداً قيام العواصم الغربية الرئيسة الأخرى باستقبال تيخانوفسكايا على أراضيها لإبداء الدعم للمعارضة البيلاروسية في إطار مخطط محكم لإحداث ثورة ملوّنة في هذا البلد، وذلك في أسلوب مشابه للأسلوب الذي اتبعه الغرب في دعم المعارضة الفنزويلية للإطاحة بحكم الرئيس الشرعي المنتخب في فنزويلا نيكولاس مادورو والمجيء بدمية تكون حاضرة لتنفيذ السياسات الغربية في العالم.
إذن جميع السياسات الغربية الرامية إلى دعم المعارضات في دول أخرى سواء في منطقتنا العربية أم في مناطق أخرى من العالم، تصبّ في اتجاه واحد هو منع هذه الدول من الخروج من العباءة الغربية، وإلغاء أي إمكانية لانضمام هذه الدول إلى معسكر روسيا والصين الذي يعمل على إنتاج عالم متعدّد الأقطاب يلغي هيمنة القطب الواحد على العالم.
طلال ياسر الزعبي