الآلية الجديدة لتوزيع الخبز.. نقص معتمدين وفوضى وازدحام يربك التطبيق في حماة
حماة – ذكاء أسعد – حسان المحمد
بدأ تطبيق الآلية الجديدة لتوزيع مادة الخبز في حماة، وذلك بعد استكمال الإجراءات المتعلقة بتحديد وتثبيت مخصّصات المواطنين من الخبز لدى المعتمدين ومنافذ البيع وسط استياء المواطنين من الازدحام والفوضى في الأيام الأولى لتطبيق هذه الآلية، لأن مواطنين كثيرين لم يتمكنوا من توطين بطاقاتهم لدى المعتمد القريب كون الطاقة الاستيعابية اكتملت ولم يعد بالإمكان استقبال بطاقات أخرى ما اضطرهم لتوطين بطاقاتهم في مكان بعيد.
“البعث” رصدت آراء المواطنين في ريف حماة الشرقي والشمالي حول الآلية الجديدة، حيث لم يخفِ البعض ارتياحه لها كونها قد تخفّف الازدحام والفوضى، مطالبين بضرورة تحسين جودة رغيف الخبز عموماً ليصبح صالحاً للأكل، إضافة إلى مطالبتهم باعتماد هذه الآلية وفق الوزن لا العدد لمنع التلاعب والغش.
ولم يخلُ الموقف من السخرية والفكاهة عندما اعتبر البعض أن هذه الآلية عبارة عن حمية جماعية للتخفيف من الوزن الذي بات يؤرّق الحكومة ويحملها أعباء كبيرة، إضافة إلى المظهر الحضاري غير اللائق، والبعض الآخر اعتبرها دعوى لقطع العلاقات الاجتماعية و”العزايم”.
المهندس علي رمضان أمين الفرقة الحزبية في بلدة الصبورة اعتبر أن الآلية الجديدة لتوزيع الخبز جيدة، تضمن – نظرياً – حق كل مواطن لكن على أرض الواقع تبيّن لنا عدة مشكلات أهمها قلة معتمدي الخبز في البلدة فلا يوجد إلا ثلاثة مراكز وثلاثة أجهزة وهي غير كافية، لذلك نطالب بتزويد البلدة بجهازين آخرين على الأقل وإنشاء مركز خبز في الحي الغربي وحي الكرس، وأضاف رمضان أن الكمية المخصّصة لكل فرد غير كافية أيضاً، مشيراً إلى ضرورة العمل بضمير من قبل المعتمدين فيما يخصّ سعر الربطة والشعور بالحالة الاقتصادية المزرية للمواطن وإعادة ما يتبقى له من سعر الربطة وعدم وضع ذرائع وحجج واهية.
صلاح الخضر مدير الفرن الآلي في بلدة الصبورة أوضح أنه بعد أن تمّ سبر بطاقات المعتمدين تبيّن لنا أن معظم البطاقات حصلت على زيادة بعدد ربطات الخبز بموجب هذه الآلية وتمّ تسليمها كاملة حسب شحن البطاقة من قبل المواطنين، لكن أثناء تنفيذها على أرض الواقع وجدت عدة ملاحظات، حيث تبيّن لنا وجود شريحة كبيرة من المواطنين لم يقوموا بتوطين بطاقاتهم لدى المعتمد وسيتمّ حلّ هذه المشكلة سريعاً، هذا إضافة إلى نفاد الكمية المسلمة للمعتمد على الجهاز، ما أدى إلى عدم حصول عدد كبير من البطاقات على مادة الخبز بسبب نفاد هذه الكمية.
واعتبر الخضر أن توطين المواطنين لدى معتمد واحد بنسبة كبيرة على حساب المعتمد الآخر سيؤدي بالنتيجة إلى الازدحام والفوضى، وما زالت هذه المشكلة قائمة لليوم الثالث على التوالي، علماً أنه يوجد ثلاثة معتمدين في البلدة لوجود ثلاثة أجهزة قطع وهي: “كشك البريد حيث تمّ تفعيل 1350 بطاقة، كشك المخفر وتم تفعيل 462 بطاقة، وكشك الحي الشرقي وتمّ تفعيل 360 بطاقة”.
وأكد الخضر على توجيه محافظ حماة لرؤساء البلديات بإرسال الكتب إلى فرع المؤسسة السورية للمخابز لسد النقص وتغطية حاجة المواطنين الذين لم يتسنَ لهم استعمال بطاقاتهم للحصول على مادة الخبز.
وفي الريف الشمالي، في بلدات طيبة الإمام ومعردس وصوران، ليست الحال بأفضل، حيث قال الأهالي إن الطريقة الجديدة بتوزيع الخبز تحتاج لزيادة عدد المعتمدين الرئيسيين لتجنّب الازدحام وتأخر تسليم الخبز، ولاسيما انعدام جودة الخبز نتيجة التكديس لساعات متفاوتة. فيما أكد آخرون أن المعتمد يستلم الخبز بعد منتصف الليل ويبقى مكدساً لديه حتى وقت الظهيرة، الأمر الذي يحوّل الخبز إلى مادة علفية لا تؤكل، والخبز في الأساس يخرج من بعض الأفران بطريقة سيئة لا يمكن لربطة الخبز أن تصمد حتى نهاية اليوم، فكيف ستصمد ليومين أو ثلاثة، علماً أن عدداً من المواطنين أكدوا أنهم لم يحصلوا على مخصّصاتهم من الخبز حسب عدد أفراد الأسرة.