تركيا تكابد في مواجهة 16 حريقاً جديداً.. وأردوغان يتسوّل المساعدات
تكابد فرق الإطفاء التركية في مواجهة 16 حريقاً جديداً تستعر في غابات البلاد، بينها حريق قرب محطة لتوليد الكهرباء بالفحم، بينما تؤجّج درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة والرياح القوية ألسنة اللهب، في وقت يحاول النظام التركي تحميل من يصفهم بـ “الإرهابيين والمتمردين” مسؤولية حرائق الغابات، والتي يراها بأنها متعمّدة وليست نتاجاً لارتفاع درجات الحرارة، ويحاول توجيه الاتهامات لحزب العمال الكردستاني أو مجموعات غير معروفة “أولاد النار”، للتغطية على فشله.
وقتل ثمانية أشخاص حتى الآن في أسوأ حرائق غابات تشهدها البلاد منذ سنوات، وأجلت السلطات الآلاف بينهم سائحون. واندلعت الكثير من الحرائق قرب منتجعات كبرى على الساحل الجنوبي. وقالت السلطات المحلية إن حريقا يستعر قرب محطة لتوليد الكهرباء بالفحم إلى الشرق من بودروم في جنوب غرب تركيا بعد أن كانت السلطات قد قالت قبل ساعات إن الحريق أصبح تحت السيطرة. وقال مكتب رئيس بلدية ميلاس “اندلع حريق مجدداً قرب محطة كيميركوي للكهرباء”.
ويخشى نشطاء حماية البيئة من وصول النيران لوحدة تخزين الفحم بالمنشأة وما قد ينتج عن ذلك من تلوث للهواء. وأخمدت أغلب الحرائق، لكن مسؤولين محليين أغلبهم من حزب الشعب الجمهوري المعارض، شكّوا من أن استجابة الحكومة كانت بطيئة أو غير كافية.
ونقلت طائرات فرق إطفاء من إسبانيا وكرواتيا لتنضم لفرق من روسيا وإيران وأوكرانيا وأذربيجان هذا الأسبوع لمكافحة الحرائق، بعد أن طلب نظام أردوغان دعماً أوروبياً.
ويكافح آلاف الأشخاص على الأرض بدعم من طائرات إطفاء الحرائق والطائرات المسيرة والمروحيات لإخماد حرائق الغابات الضخمة في سبعة أقاليم ومدن بجنوب تركيا، حيث كادت النيران أن تصل إلى محطة طاقة كبيرة اليوم الأربعاء.
وتشتعل الحرائق التي اتسع نطاقها بسبب الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة على الساحل الجنوبي لتركيا منذ أكثر من أسبوع، لتجبر آلاف السكان على مغادرة منازلهم وتدمر آلاف المباني والماشية والممتلكات.
وفي منطقة ميلاس في مدينة موغلا، توقفت النيران بفضل طائرات مكافحة الحرائق في اللحظة الأخيرة قبل وصولها إلى محطة للطاقة تعمل بالفحم اليوم الأربعاء، حسبما قالت السلطات المحلية، لكن الخطر لايزال قائماً حتى مع كل هذه الجهود.
وتعرّض رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لانتقادات، حيث كانت هناك مطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي لاستقالته بسبب عدم الاستعداد لمكافحة الحرائق والاستجابة المتأخرة في التعامل معها. وانتشر هاشتاغ “أردوغان ارحل” مؤخراً على تويتر تركيا، بينما حفلت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة وأخرى منددة بأداء النظام التركي في مواجهة تلك الحرائق، وكيف أن للرئاسة التركية طائرة خاصة ولا تملك تركيا طائرات إطفاء فعّالة، بينما ترددت أسئلة حتى من أحزاب المعارضة عما أنتجته الصناعات الدفاعية التركية.
وتعكف الصناعات الدفاعية على إنتاج مقاتلة محلية من الجيل الخامس، حسب ما هو معلن رسمياً، لكن ومع أزمة الحرائق وجدت تركيا نفسها في مأزق ومحل سخرية من رواد التواصل الاجتماعي بسبب عدم امتلاكها أجهزة متطوّرة بما فيها طائرات الإطفاء، فيما تتسوّل مساعدات من الخارج لدعمها في إخماد الحرائق.
وألقت أحزب المعارضة باللائمة على الحكومة لترك العديد من طائرات مكافحة الحرائق متوقّفة بدون استخدامها في مطار بأنقرة.