إيغور موسييف في “ضوء القمر في الصيف”
مصمم حركات الرقص الروسي العالمي إيغور موسييف الذي توغل في المدن والقرى والبلدات البعيدة ليتعرف إلى خصوصية الرقصات في بلاد القوقاز وليفتح مساراً جديداً للرقص كان شخصية أساسية في أمسية ميلودي الشهرية بعنوان “ضوء القمر في الصيف” والتي تقام في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- إذ اختار معد ومقدم الأمسية فراس يوسف مجموعة فيديوهات لرقصات الصيف الروسية التي صممها موسييف، وتمتاز بالحركات السريعة فرحاً بقدوم الصيف بعد تراكم الثلوج والبرد القارس. ولم يقتصر تصميم موسييف على الحركات فقط، بل كان له دور في الأزياء والسينوغرافيا المسرحية.
عبْر عقود ساهم موسييف بإحياء فن الرقص بأسلوبه الذي دمج فيه بين روح الباليه والموسيقا الشعبية والخصوصية المحلية التي ارتبطت بثقافة الشعوب وتقاليدها وتناغمها مع حركات الجسد، فقدم أنواعاً مختلفة من اللوحات الراقصة تقارب ثلاثمئة لوحة، جمعت بين خطوات الباليه المتتابعة القصيرة والحركات الكبيرة المنزلقة على الطريقة القوقازية إضافة إلى المشي وملامسة الكعبين وقفزات الأرجل وميلان الأكتاف، لتتقاطع في بعض الحركات مع الرقص الشركسي، أما الموسيقا فاعتمد موسييف على الموسيقا الكلاسيكية للمؤلفين الروس كورساكوف وغلينكا وموسورسكي، كما نجح في تأسيس فرقة أكاديمية إيغور موسييف الوطنية للرقص الشعبي في عام 1943، فكانت أول فرقة للرقص الفلكلوري، وأكاديمية موسييف الوطنية للرقص الشعبي التي تلتزم بكل تقاليد الرقص التي بنى عليها مشروعه وخرجت أجيالاً من الراقصين تكونت منها الفرق الصغيرة.
وبعد موسييف الذي رحل في عام 2007غدت رقصات الصيف الروسية جزءاً من البرنامج الثقافي والسياحي، فانتشرت لوحات الرقص حول الأنهار وفي المهرجانات مثل مهرجان كوبالا الصيفي في قرية قريبة من موسكو، ومن خلال العروض في الساحات.
وبمقابله من الشرق اختار فراس يوسف المغني والمسرحي اللبناني نصري شمس الدين الذي ساهم بنشر الأغنية اللبنانية بأنواعها بين الموال والدبكات والأغنيات العاطفية والوطنية، والثنائيات حتى آخر لحظة في حياته، وأوضح يوسف علاقته القوية بالرحابنة ومشاركاته في مسرحياتهم وأعمالهم السينمائية والإذاعية، فتوقف عند أغنيته الشهيرة “يا مارق ع الطواحين” -ألحان إلياس الرحباني- وكانت مدخلاً لحديثه عن الجرائم الإرهابية التي تقوم بها تركيا بقطع المياه عن الحسكة، لتزيد هذه الأحداث القاسية من مواجهتنا وتصدينا لكل الحروب في ظل ثقافة منطقتنا الحضارية التي تشكّل حصناً منيعاً من الوعي والتحدي.
ملده شويكاني