بحضور صباغ وممثلو 115 دولة ومنظمة.. الرئيس الإيراني يؤدي اليمين الدستورية: نمد يد الصداقة لكل دول المنطقة
أدى الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسىي أمام مجلس الشورى الإسلامي اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية بحضور رؤساء وممثلي أكثر من 115 دولة ومنظمة دولية.
وحضر مراسم أداء اليمين الدستورية رئيس مجلس الشعب حموده صباغ وعدد من رؤساء الدول والبرلمانات ورؤساء حكومات ووزراء خارجية ووزراء آخرين والعشرات من مديري ومندوبي المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية والشخصيات الدينية والثقافية والاجتماعية من مختلف أنحاء العالم.
وقال رئيسي في كلمة بعد أدائه اليمين الدستورية: “إننا سنكون إلى جانب المظلوم أينما كان في سورية أو فلسطين أو اليمن وغيرها”، وشدد على أن التدخل الأجنبي في المنطقة لا يحل أي مشكلة بل هو المشكلة بعينها، مضيفاً: “يجب أن تحل الأزمات الإقليمية من خلال الحوار الحقيقي بين دول المنطقة، ونحن نمد يد الصداقة لكل هذه الدول وخاصة دول الجوار”، وتابع: “نريد أن نستمر بالتعاون البناء مع كل دول العالم”.
وأكد رئيسي أن “نجاح الشعب الإيراني هو أكبر وأبعد من أي سلطة ويحتاج إلى تعاون الجميع”، وأضاف: إنه “لدى الشعب الإيراني عزم راسخ لمواصلة مسيرة الثورة على طريق الحرية والاعتزاز”، وتابع: “أعتز وأفتخر أن أكون خادماً للشعب الإيراني”، وأضاف أن “الانتخابات كانت بداية انطلاقة مشاركة الشعب وليس انتهاء مشاركته”.
وعن الحكومة الجديدة، أشار الرئيس الإيراني إلى أن الحكومة الجديدة تريد تحقيق آمال الشعب والتصدي للقوى الاستكبارية الظالمة مع التعامل البناء مع دول العالم، وأضاف: “نريد تشكيل حكومة تحارب الفساد، كما أن الحكومة الجديدة ستعمل على تحقيق آمال الشعب الإيراني، الذي يريد إزالة المضايقات المعيشية وتفعيل النشاط الوطني، وستكون بالتالي حكومة وفاق وطني بمشاركة شتى أطياف الشعب الإيراني”، وتابع: “الشعب يريد حريته الثقافية والاجتماعية”، مشدداً: “اليوم حان وقتنا لكي نؤدي الأمانة لهذا الشعب العظيم”، وأردف: “نحن ملتزمون بمبادىء الثورة الإسلامية في تجفيف الفساد ودعم الاقتصاد الوطني”، وتابع: “نأمل أن يكون المستقبل زاهراً أمامنا ويكون لائقاً بالجمهورية الإسلامية”، مؤكداً أن “نجاح الشعب الإيراني هو أكبر وأبعد من أي سلطة ويحتاج إلى تعاون الجميع، وسنعمل على تقوية كل نقاط القوة التي تملكها إيران”.
وعن السياسة الخارجية، أشار رئيسي إلى أن “سياسة الضغط والمقاطعة لن تصرف الشعب الإيراني عن مطالبته بحقوقه الشرعية بما فيها العلم”، وأشار إلى أن “القوة التي تملكها إيران هي الضمانة للاستقرار والأمن في المنطقة”، معتبراً أن “التواجد الأجنبي هو مشكلة للمنطقة”، كما لفت إلى أن “إيران تعتبر دول وشعوب الجوار جزء من عائلتها”، معتبراً “تعزيز العلاقات مع دول الجوار أولوية لسياسة إيران الخارجية وتتمنى التقدم والازدهار لجيرانها”.
وعن البرنامج النووي الإيراني، قال رئيسي إنه “سلمي بامتياز، والسلاح النووي محرم شرعاً في عقيدتنا”، مضيفاً أنه “لا مكان للأسلحة النووية في استراتيجة إيران الدفاعية”، وشدد على ضرورة “رفع كل العقوبات عن إيران وسندعم كل مقترح دبلوماسي يحقق هذا الهدف”، مشيراً إلى أن “سياسة العقوبات لن تصرف الشعب الإيراني عن المطالبة بحقوقه”، وأردف: “العالم اليوم في حالة تغيير وتحقيق مصالح الشعوب مرهون بفهم العالم الجديد”، مضيفاً أن “السياسة الخارجية الناجحة ستكون السياسة الخارجية المتوازنة”.
وقبل كلمة رئيسي خلال القسم، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف: إنه “يجب أن نضع خطة خمسية وبرنامجاً سريعاً لتجاوز الأزمة الاقتصادية”. ورحب بالشخصيات الرسمية العربية والغربية والإسلامية وبممثلي فصائل المقاومة في هذا الحفل، لافتاً إلى أن “البلاد تواجه اليوم الكثير من المصاعب لكننا الآن على أعتاب تغيير جذري”.
وأضاف قاليباف: أن “الشعب الإيراني أعلن عبر صناديق الاقتراع أنه بدأ فصلاً جديداً من فصول الثورة الإسلامية في البلاد”، مؤكداً أن “الشعب منحنا ثقته لإدارة الأزمة وحلّ مشاكله، وسنكون مسؤولين أمامه في المرحلة المقبلة”، وتابع: “نحن مكلفون بالعمل على تحسين الإقتصاد والتكامل بين البرلمان والحكومة هو المفتاح الرئيسي”، مضيفاً أنه “يجب أن نضع خطة خمسية وبرنامجاً سريعاً لتجاوز الأزمة الاقتصادية”. وأكد أنه “نمتلك الكثير من الطاقات التي يجب أن نعتمد عليها لكي نتمكن من التغلب على هذه التحديات”.
بدوره، أكد رئيس السلطة القضائية في إيران محسن إيجئي أن “الصلاحيات التي تعطى لرئيس الجمهورية في إدارة البلاد هي أمانة”. وشكر في كلمة، خلال الحفل، الشعب الإيراني على حضوره الكبير إلى صناديق الاقتراع واختيارهم لمن سيقود بلادهم. وأمل أن يعمل الرئيس الجديد في أقرب فرصة لتأمين فرص العمل للشباب، مشيراً إلى أن “السلطة القضائية على أتم الاستعداد لمساعدة الحكومة في مكافحة الفساد والتنمية ودعم الشباب”.
وكان رئيسي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في إيران في الثامن عشر من حزيران الماضي بنسبة 95ر61 بالمئة من الأصوات.
وفي وقت سابق، أشار نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي نيكزاد، في تصريح صحفي، اليوم، إلى أنه “من المحتمل أن يقدم رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي تشكيلته الحكومية يوم السبت أو الأحد المقبل”، وشرح أنه “وفقاً للقانون فإن رئيس الجمهورية لديه مهلة لأسبوعين لتقديم تشكيلته الحكومية”.
وصادق قائد الثورة الإسلامية السيد على الخامنئي الثلاثاء الماضي، على حكم الدورة الـ13 لرئاسة الجمهوریة، حیث یتسلَّم بموجبه الرئیس المنتخب إبراهیم رئیسي منصبه الجدید.