رداً على الاعتداءات.. المقاومة اللبنانية تقصف محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا
أعلنت المقاومة الوطنية اللبنانية اليوم قصف محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا جنوب لبنان رداً على غاراته الجوية على منطقتي الجرمق والشواكير.
وجاء في بيان للمقاومة نقلته قناة المنار: “عند الساعة الـ 11 والـ 15 دقيقة من قبل ظهر اليوم الجمعة ورداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم”.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الاحتلال قصف بالمدفعية مناطق متفرقة في جنوب لبنان، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق صلية من 20 صاروخاً من لبنان، تم اعتراض 10 منها، مشيرةً إلى أن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي “أطلقت قذائفها باتجاه مزارع شبعا في المكان الذي يشتبه أن تكون أطلقت منه الصواريخ”.
سياسياً، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه “على الاحتلال الإسرائيلي أن يفهم أن لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات فيها”، مشيراً إلى أنه على “إسرائيل أن تبقى مردوعة”، وقال: إنه “بالنسبة للأحداث التي جرت اليوم في لبنان، فقد اعتدت “إسرائيل” أمس وقصفت منطقة في لبنان، وقد التزم حزب الله علناً بأن الاعتداء على لبنان يعني أن يقابل بالرد المناسب”، مضيفاً أنه “وبالتالي، أعلن حزب الله بأنه رد بمجموعة صواريخ على العدوان”، وشدد على أنه “يجب أن تفهم إسرائيل أن لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفي حساباتها فيها، وليس محلاً لتختبر قدراتها وتستفز أو تقوم بإجراءات تدريبية أو عملية لمشروع تفكر فيه”، مؤكداً أن “لبنان ساحة مصانة ومحفوظة”.
وأوضح أنه “على إسرائيل أن تفهم بأن عليها أن تبقى مردوعة، وإلا فنحن جاهزون للرد”، لافتاً إلى أن “ما فعله حزب الله هو رد على عدوان، كل العالم رأى هذا العدوان ولا يمكن أن نسكت عليه، أما هل يكبر هذا العدوان أم لا، فلنر الأيام القادمة”، وأشار إلى أن الحزب “لا ينتظر أحداثاً حتى يكون مستعداً”، وقال: “نحن أعلنا مراراً وتكراراً بأننا مستعدون في أي لحظة إذا حصل أي تطور وأي اعتداء من قبل إسرائيل”، وأكد أنه “نحن لسنا بحاجة إلى حادثة كي نأخذ احتياطاتنا”، إلا أنه أضاف “لكن لا نعتقد أن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد، مع ذلك حزب الله جاهز في الميدان ويدافع بكل ثقة وقرار وعزيمة”، ونوه إلى أنه “وجدنا في حزب الله أن هذا الرد هو المناسب، أما تحليل الرد وتفاصيل الرد فلتحلل إسرائيل ماتريد”.
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري: إن “ما حصل اليوم وأمس يؤكد أن العدو لا يفهم إلا لغة الوحدة المقاومة”، معتبراً أن “الرد الوطني السريع يكون بمسارعة المعنيين القيام بفعل وطني صادق مقاوم للمصالح الشخصية الضيقة”، وأضاف: “لو كانت بيانات الإدانة تردع الكيان الإسرائيلي لكانت فلسطين تحررت بعد أيام قليلة من احتلالها”. وأكّد أن “الموقف البديهي والرد الوطني السريع على ما حصل ويحصل يجب أن يكون بمسارعة المعنيين بالشأن الحكومي القيام بفعل وطني صادق مقاوم للمصالح الشخصية الضيقه والحصص الطائفية البغيضة يقفل من خلاله كل الأبواب المشرّعة على التعطيل والفراغ في مؤسسات الدولة”.
وعلقت حركة “الجهاد الإسلامي”، اليوم الخميس، بالقول أنّها “تحيي الضربات الصاروخية التي وجهتها مجموعات في المقاومة في لبنان نحو مواقع للاحتلال”، وذلك وفق بيان لها. وأكّد الليان حق كل شعوب المنطقة في “استمرار المقاومة حتى تحرير أراضيها والدفاع عن نفسها من الاعتداءات الصهيونية، والتمسك بالمقاومة سبيلاً وحيداً في مواجهة المشروع الصهيوني في كل فلسطين والمنطقة”.
بدوره، قال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم “أبو مجاهد”: إنّ “من حق حزب الله الردّ على العدوان الصهيوني وقصف المناطق المحتلة دفاعاً عن الشعب اللبناني”.
من جانبه، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، اليوم الجمعة، سلسلة اتصالات بهدف احتواء التصعيد في جنوب لبنان، عبر الالتزام التام بالقرار الدولي 1701. وأكّد “ضرورة عودة الهدوء ووقف الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة للسيادة اللبنانية، والتي بلغت ذروتها يوم أمس، من خلال الغارة التي نفذها طيران العدو على الأراضي اللبنانية، والتي شكلت تهديداً مباشراً وقوياً للقرار 1701”. ودعا الأمم المتحدة للضغط على “إسرائيل” وإلزامها باحترام القرار 1701 ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.