جامعة طرطوس التي لا تنتهي..!
غريب ذلك التعثر الذي يلاقيه مشروع إنجاز مباني وكليات جامعة طرطوس -آخر عنقود الجامعات الحكومية الوليدة وليس آخرها- رغم أنها مُنحت ما ينوف عن ستين هكتاراً من الأراضي التي سجلت “طابو أخضر” باسمها منذ ربع قرن تقريباً، لكن لتاريخه لم تفلح بإنجاز ولو مبنى واحداً، فبقيت تعتاش على “طبق الغير” من المقرات والمباني الحكومية -التي قدمت بسخاء- وتعود في معظمها لوزارة التربية أولاً، ولوزارات الصحة والأشغال والزراعة.. إلخ، لتكون مقرات للكليات الجامعية رغم حاجة تلك الجهات الماسة لهذه المباني!.
لكن على ما يبدو أن هذا السخاء شكّل نوعاً من التكاسل والتواكل، وبالتالي التباطؤ في إنجاز المباني الجامعية المنتظرة!.
ورغم تعاقب الكثير من الوزارات والإدارات على هذا الملف لكنها لم تتمكّن من النجاح في تعديل وتسريع نسب الإنجاز التي ظلت متواضعة تراوح في المكان، اللهم تنفيذ بعض أعمال البنى التحتية التي يقال إنها باتت بحاجة لإعادة تأهيل وصيانة قبل أن توضع بالاستثمار.
ولا يزال التخبّط والتعثر يحولان دون تحقيق وتعويض ما فات، وهذا ما دفع برئيس الجامعة للاعتذار علناً عن منحة النصف مليار ليرة التي قدمها رئيس حكومة تصريف الأعمال خلال زيارته الأخيرة لمحافظة طرطوس لعدم القدرة على إنفاقها قبل نهاية العام الجاري نتيجة سلوك وتلكؤ الشركات المنفذة، ما سيؤدي إلى تدوير إنفاقها وربما تحويلها لجبهات عمل أخرى.
ما نودّ قوله إن تحريك “مستنقع” مشروع بناء جامعة طرطوس يحتاج إلى تشكيل لجنة إنجاز عليا بصلاحيات مطلقة على غرار ما جرى في جامعة تشرين تعمل على وضع أجندة وبرنامج تنفيذي محددّ واضح الأهداف والغايات يتمّ من خلاله وعلى أساسه تحديد الأولويات.. وبغير ذلك سيظل المشروع تحت رحمة الظروف والإمكانيات وربما الإرادات أحياناً!!.
وائل علي
Alfenek1961@yahoo.com